وصفت صحيفتا "نيويورك تايمز" " الغارديان" الاتفاق المشترك بين الولايات المتحدة والصين بشأن "تعزيز التحرك حيال المناخ" بـ "المفاجأة" لآلاف الحاضرين في قمة الأمم المتحدة للمناخ التي تختتم أعمالها في غلاسكو، الجمعة.
تقول "نيويورك تايمز" إن الولايات المتحدة والصين، الخصمان اللذان يواجهان توترات متزايدة بشأن التجارة وحقوق الإنسان وقضايا أخرى، تحدثتا كحليفتين في الكفاح من أجل الحفاظ على الاحترار العالمي في مستويات آمنة نسبيا.
وكانت الدولتان وضعتا على هامش قمة غلاسكو "كوب 26" إعلانا مشتركا حول تعزيز التحرك حيال المناخ، على ما أعلن الموفد الصيني من أجل المناخ، شي شينهوا، الأربعاء.
تعمل الصين والولايات المتحدة معا في بعض المجالات الرئيسية المحددة، مثل خفض الميثان - أحد غازات الدفيئة القوية - والانبعاثات من النقل والطاقة والصناعة، وفق ما نقلت صحيفة "الغارديان".
وقال المسؤول الصيني للصحافيين، "يقر الطرفان بالفارق القائم بين الجهود الحالية وأهداف اتفاق باريس، وبالتالي سنعمل معا على تعزيز التحرك حيال المناخ".
وشدد شي على أن الاتفاق "يثبت أن التعاون هو السبيل الوحيد للصين والولايات المتحدة"، في وقت انعكس التوتر بين البلدين مؤخرا على ملف المناخ.
وأقر المبعوث الأميركي للمناخ، جون كيري، بالخلافات بين الولايات المتحدة والصين، "ولكن فيما يتعلق بالمناخ، فإن التعاون هو السبيل الوحيد لإنجاز هذه المهمة"، طبقا لما نقلته "نيويورك تايمز".
وأعرب كيري عن ارتياحه لـ"خارطة الطريق" الرامية إلى تحديد "الطريقة التي سنعتمدها للحد من الاحتباس الحراري والعمل معا لتحقيق الطموحات على صعيد المناخ".
في هذا الصدد، أثنى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على الاتفاق الصيني الأميركي معتبرا أنه "خطوة هامة في الاتجاه الصحيح".
وكتب غوتيريش الموجود في غلاسكو، تغريدة على تويتر: "أرحب بالاتفاق اليوم بين الصين والولايات المتحدة على العمل معا لاتخاذ تدابير أكثر طموحا من أجل المناخ خلال هذا العقد"، مشيرا إلى أن معالجة "أزمة المناخ تتطلب تعاونا وتضامنا دوليين".
والصين هي الدولة الأولى من حيث انبعاثات الغازات الدفيئة، تليها الولايات المتحدة في المرتبة الثانية. وينتج البلدان معا حوالى 40 بالمئة من إجمالي التلوث بالكربون.
وجاء الإعلان الأميركي الصيني في اليوم ذاته الذي أصدر فيه منظمو القمة مسودة أولية لاتفاقية عالمية جديدة لمكافحة تغير المناخ، دعت الدول إلى "إعادة النظر في خططها وتعزيزها" بحلول نهاية عام 2022 لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري و"تسريع التخلص التدريجي من الفحم ودعم الوقود الأحفوري".
وقال العديد من الخبراء إن الاتفاق المشترك بين الصين والولايات المتحدة لم يرق إلى مستوى اتفاق 2014 بين الولايات المتحدة والصين للحد من الانبعاثات بشكل مشترك، مما مهد لاتفاقية باريس للمناخ التي وقعتها ما يقرب من 200 دولة في العام 2015.
قال توم وودروف، الدبلوماسي السابق في مجال المناخ والزميل بمعهد جمعية آسيا للسياسات، لصحيفة "نيويورك تايمز" "هذا يعني أن المستوى المكثف للحوار بين الولايات المتحدة والصين حول المناخ يمكن أن يترجم الآن إلى تعاون".
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي حضر إلى غلاسكو بمناسبة انعقاد المؤتمر الأسبوع الماضي، اعتبر أن غياب نظيره الصيني شي جين بينغ عن "كوب 26"، "خطأ كبير".
وقال الموفد الصيني "على الصين والولايات المتحدة بصفتهما القوتين الكبيرتين في العالم، أن تتحملا مسؤولية العمل معا ومع الأطراف الآخرين لمكافحة التغير المناخي".
وبحسب نص الاتفاق المنشور على الإنترنت، فإن البلدين يتعهدان بالعمل ضمن "كوب 26" من أجل "تسوية طموحة ومتوازنة وجامعة في مسألة الحد (من الانبعاثات) والتكيف والدعم" المالي.
كما تعهدا بصورة عامة بـ "اتخاذ تدابير معززة لتحقيق الطموحات خلال سنوات 2020" مؤكدين تمسكهما بأهداف اتفاق باريس على صعيد الاحتباس الحراري.
الحرة