يحتدم النقاش في كثير من الأحيان على هوية لاعب كرة القدم الأفضل في التاريخ، فهناك من يرشح ميسي والبعض الآخر يميل لكريستيانو رونالدو، وحزب ثالث يختار مارادونا أو بيليه.
لكن الأغلبية الساحقة من جماهير كرة القدم لا تختلف على عظمة رونالدو نازاريو دا ليما مهاجم البرازيل وريال مدريد وبرشلونة الأسطوري، وتجمع على أنه لولا إصابته الخطيرة للغاية في الركبة، لكانت مسيرته قد تغيرت بشكل كبير.
وفي حلقة جديدة من سلسلة "ماذا لو؟"، نستعرض إجابة افتراضية على سؤال "ماذا لو لم يتعرض رونالدو لإصابته المدمرة؟".
"إذا رأيتم صور ركبة رونالدو بمجرد حدوث الإصابة فلن تصدقوا.. كانت الركبة بحجم كرة القدم! وكانت تخرج منها بعد الجراحة 4 أنابيب لتصريف الدم".. كلمات منسوبة لأخصائي العلاج الذي أشرف على علاج "الظاهرة" عقب إصابته الخطيرة بتمزق في وتر العضلة الرباعية للركبة، تصف مدى مأساة النجم البرازيلي.
ظهر رونالدو على الساحة الكروية في موسم 1993 مع كروزيرو، ولفت الأنظار إليه بشدة لينضم لقائمة منتخب بلاده الذي توج بمونديال الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي 1994 قرر الشاب اليافع وقتها "18 عاما"، شد الرحال إلى أوروبا، من بواية آيندهوفن الهولندي، ليبدأ رحلة إبهار العالم.
لعب "الظاهرة" 57 مباراة بقميص الفريق الهولندي على مدار موسمين، سجل خلالها 54 هدفا وقدم مستويات عظيمة دفعت برشلونة لخطفه في موسم 1996–1997، ليتوهج أكثر وأكثر في قلعة البلوجرانا.
صال وجال البرازيلي رفقة برشلونة، وخاض موسما استثنائيا، لعب خلاله 49 مباراة، سجل فيها 47، ونثر سحره في ملاعب إسبانيا، وانتشرت لقطاته التي تلاعب فيها بالمدافعين والحراس قبل وضع الكرات في معظم الشباك، ليصبح حديث العالم أجمع في شهور قليلة.
بعد موسم واحد مع برشلونة، سعى إنتر الإيطالي بقوة لضم رونالدو، وبالفعل تحقق له ما أراد، وارتدى المهاجم الأسطوري القميص الأزرق والأسود.
وفي موسم 1998/ 1999، تعرض رونالدو لإصابة قوية في الركبة خلال لقاء ليتشي، حيث سقط على الأرض متألما بدون احتكاك، ليغيب عن الملعب أكثر من 4 أشهر.
عاد "الظاهرة" إلى المشاركة مع إنتر عام 2000، حيث تم الدفع به بديلا في نهائي كأس إيطاليا أمام لاتسيو، ولم يلعب سوى 7 دقائق، قبل أن تحدث الطامة الكبرى.
ارتمى رونالدو على الأرض صارخا من فرط الألم، ليخلع قلوب العالم، قبل نقله على محفة خارج الملعب، لتخرج بعدها الأنباء الصادمة بإصابته بتمزق في وتر العضلة الرباعية للركبة وقطع كامل في أربطة الركبة اليمنى، ليغيب قرابة 20 شهرا كاملة عن الملاعب.
ورغم تألق رونالدو على فترات بعد ذلك، منها قيادة البرازيل للتتويج بالمونديال، إلا أن اللاعب لم يظهر أبدا بنفس مستواه المبهر قبل الإصابة، واكتفى بلمحات سحرية بين الفينة والأخرى، تظهر موهبته الفذة.
ويرى كثيرون أن هذه الإصابة المرعبة، منعت رونالدو البرازيلي من أن يعتلي عرش الأفضل تاريخيا، وأن يحقق إنجازات أكثر ومسيرة أسطورية أطول وأعظم مما حققه بالفعل.
فالظاهرة، المتوج بالمونديال مرتين، لو لم يتأثر بالإصابات، لربما هز عرش "الملك" بيليه، الوحيد الفائز بكأس العالم 3 مرات، ونال اللقب الرفيع مرة ثالثة، وربما رابعة.
كما أن البرازيلي حقق جائزة فيفا لأفضل لاعب في العالم 3 مرات، آخرها في 2002، رغم أنه غاب عن مدة تناهز 4 مواسم كاملة بسبب الإصابات.
وفي حالة عدم وجود هذه الانتكاسات، لربما رفع رصيده في هذه الجائزة إلى رقم أعلى بكثير.