تطالب أمريكا الوسيطين (مصر وقطر) بالضغط على حماس للقبول بتبادل الأسرى مع إسرائيل بحسب المطروح منها، وصولاً لوقف إطلاق النار، وتتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات بتحميل كل منهما الآخر المسؤولية عن تعطيل إبرام الصفقة، دون وجود جهة محايدة تتحدث عن الجانب الحقيقي المعطل لها.
الرضا ولا تحملها مسؤولية عدم الوصول إلى اتفاق. * *
الرضا ولا تحملها مسؤولية عدم الوصول إلى اتفاق.
أمريكا -وهي ليست جهة محايدة- تتحدث عن أن حماس وراء إيقاف المبادرة الأمريكية من أن تصل إلى مرحلة التنفيذ، وإذا تحدثت عن الموقف الإسرائيلي، فهو حديث لين هين ومهادن، وتراها بعين الرضا ولا تحملها مسؤولية عدم الوصول إلى اتفاق.
حماس تعلن صراحة عن قبولها بمبادرة الرئيس الأمريكي التي وافق عليها مجلس الأمن كما هي، وتقول: إن إسرائيل أضافت عليها ما فرّغها من مضمونها، على ما فيها حتى قبل الإضافات الإسرائيلية من ظلم للجانب الفلسطيني، ومحاباة للجانب الإسرائيلي، وهذا بنظرها سبب فشل الوصول إلى حل لإيقاف القتال، وتبادل الأسرى.
أمريكا وحدها من الوسطاء التي تتحدث عن العراقيل، وعن الطرف المعطل، بينما يلتزم الوسيطان (مصر وقطر) الصمت، مع أنه ينتظر منهما أن يتحدثا كما تتحدث أمريكا لكشف الحقائق، حتى لا يكون الوضع يراوح مكانه، ولا يكون الاعتماد على مصدر واحد هي أمريكا، ويستمر قتل الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين.
الضغط يجب أن يكون على إسرائيل، لأنها هي المعتدية، وهي المحتلة، وهي من تواصل حرب الإبادة في قطاع غزة، وهي المدانة في ذلك من محكمة العدل الدولية، ومن كل الدول المحبة للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
ومسؤولية أمريكا في دعم ممارسات إسرائيل العدوانية لا تحتاج إلى التفكير، فهي الممول لإسرائيل بالأسلحة الفتاكة والمدمرة التي يُقتل بها الفلسطينيون، وهي الجهة الوحيدة القادرة في الضغط على إسرائيل ليس للقبول بمبادرة جو بايدن، وإنما للتوجه إلى التفاهم على قيام الدولتين، ولكنها لا تفعل.
نحتاج إلى سماع الرأي المصري والقطري، كما نسمع يومياً رأي الجانب الأمريكي، حول من يُعطل المباحثات المعنية بالوصول إلى حل لإيقاف القتال، وتبادل الأسرى، هل هي إسرائيل، أم حماس، أم الطرفان، لأن معلومات أمريكا غير موثوقة، ولا يُعتد بها، بوصفها طرفاً في حرب غزة، وإن لم يكن بشكل مباشر.
على أن اجتياح الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة، وقتل أكثر من أربعين ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من مائة الف، وإزالة أكثر من 80 % من المنشآت والمباني في غزة، وحصارها، ومنع الدواء والغذاء عنها، كلها جرائم حرب لا سابق لها في التاريخ، وعلى المجتمع الدولي أن يتدخل فوراً وسريعاً لإيقاف هذه المجازر، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها وإرهابها.