عشية استئناف اجتماعات اللجنة الخماسية العربية اليوم او في بداية الاسبوع المقبل، زار السفير المصري في بيروت علاء موسى عين التينة والتقى الرئيس بري، في إطار البحث التفصيلي حول البرنامج الرئاسي، وما يمكن ان تحمله مبادرة الرئيس بري باتجاه الحوار من آفاق لانتخاب الرئيس، في حين سجلت حركة سفير الفرنسي هرفيه ماغرو باتجاه وزارة الخارجية.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ "اللواء" أن زيارة السفير المصري علاء موسى إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري هي تمهيدية قبل استئناف اللجنة الخماسية حراكها، واعتبرت ان السفير المصري استفسر من الرئيس بري حول المناخ السائد وإمكانية وجود فرصة جدية للملف الرئاسي خصوصا بعد كلام رئيس المجلس حول دورات متتالية في جلسة واحدة.
وأكدت أن هناك أسئلة طرحت حول قرب الدعوة وماذا عن التشاور وما هي احتمالات تلقّف القوى المسعى الجديد للجنة الخماسية، مشيرة إلى أنه في كل الأحوال اللجنة الخماسية ستنشط مجددا، كما ان زيارة موفد الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان مرجحة في وقت قريب.
وحسب ما قالت مصادر دبلوماسية لـ"اللواء"، يجتمع قبل ظهر اليوم في قصر الصنوير مقر اقامة السفير الفرنسي، سفراء الخماسية بعد عودة المسافرين منهم الى بيروت. وقالت المصادر: ان البحث في الاجتماع سيتناول تقييم الاجتماع بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والمستشار السعودي الوزير نزار العلولا والسفير وليد بخاري وما توصل اليه من افكار، كما يتم تقييم نتائج حراك السفراء في بيروت مع القوى السياسية، ويقرروا بناء للتقييم الخطوات المقبلة، والتحضير لزيارة لودريان الى بيروت المؤكدة قبل نهاية هذا الشهر، ولكن لم يتحدد الموعد النهائي لها بعد.
وأكدت المصادر انه "برغم كل الجو السلبي الذي يُشيعه البعض في لبنان، فإن اللجنة الخماسية وسفراءها مستمرون في مساعيهم لمواكبة الجهد والحراك اللبناني الداخلي، والتفاؤل الحذر قائم باحتمال حصول تقدم ما، وإن لم يكن هناك من طرح جديد لدى الخماسية مغاير للطروحات والاقتراحات السابقة بضرورة تشاور وتوافق اللبنانيين على مرشح توافقي إن امكن او اكثر من مرشح تجري الانتخابات الرئاسية بينهم وليفُز من يفُز".
وقال السفير موسى بعد زيارة برّي: تطرقنا خلال اللقاء لأكثر من محور، وكان من الضروري إطلاع دولته على التطورات بما يتعلق بالمفاوضات حول غزة، وكما تعلمون جميعاً إن ما يحدث في قطاع غزة يؤثر علينا جميعاً وخصوصاً على الأوضاع في جنوب لبنان وهذا الموضوع أخذ حيِّزاً كبيراً من النقاش.
وأضاف موسى: تحدثنا أيضاً بملف الرئاسة بشكل تفصيلي بما يخص الأفكار التي طرحها دولة الرئيس منذ فترة وأعاد طرحها مرة اخرى بشكل متقدم أكثر في الاسبوع الماضي، كما تحدثنا عن كيفية كسر حالة الجمود في الملف الرئاسي، وأتصور اننا جميعا ندرك، أن إنتخاب رئيس للجمهورية مسألة في غاية الاهمية، والجميع يدرك أن اليوم قبل الغد يجب أن نُحدث الفارق بما يخص هذا الملف.
وتابع موسى: اكد لي الرئيس بري مرة أخرى إصراره وتمسكه بفصل مسار ما يحدث في غزة عن المسار الرئاسي، وهذا شيء في غاية الأهمية لأنه إذا ما استطعنا فعلاً عمل هذا سنتمكن بعض الشيء من إحداث حلحلة في الملف الرئاسي، كما تحدثنا أيضاً عن جهود اللجنة الخماسية واجتماعاتنا في الفترة القادمة وما نرجو اليه ، وأكدت للرئيس بري بأننا سنبقى على تواصل بما يخص تحركات الخماسية، وإن الحوار ما بين الخماسية والأطراف اللبنانية هو الشيء المهم وهو الذي سيؤدي الى إنفراج في هذا الملف.
ورداً على سؤال عن الإجتماعات المقبلة للجنة الخماسية؟ أجاب السفير المصري: في الحقيقة سنلتقي في الخماسية بعدما كان الإهتمام الأكبر في الفترة السابقة منصب على تهدئة الجبهة في الجنوب، الآن عدنا مرة أخرى للتركيز على الملف الرئاسي، سنلتقي لأن السفراء لم يكونوا متواجدين في لبنان، هم عادوا الى لبنان سنجتمع من أجل التداول في التقييمات للأوضاع وما حدث في الفترة السابقة وما يمكن إتخاذه في المستقبل، لن نتحدث عن أفكار الآن إلا بعد التداول مع أعضاء الخماسية.
لكن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اكد موقفه بشأن تعديل الرئيس بري لمبادرته، وكتب عبر حسابه على منصة "اكس": إذا كان الرئيس نبيه بري يريد فعلاً أن يكون إيجابياً، فلماذا لا يدعو من دون إبطاء إلى جلسة انتخابية مفتوحة (لرئاسة الجمهورية) بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس الجمهورية ومن دون الفولكلور الآخر كله؟
وكان الرئيس بري قد عدّل في مبادرته الرئاسية بحيث اعلن عن استعداده الى عقد جلسة انتخابية لكن غير مفتوحة وبدورات متتالية.