تطور خطير، وغير مسبوق، في حرب إسرائيل على أكثر من جبهة، استخدمت فيها التقنية، فأصابت من أصابت، وقتلت من قتلت من حزب الله بأقل جهد، وأكبر تأثير، دون أن يفكر الحزب بأن أفراد ميليشياته على موعد مع قتل من نوع آخر.
حدثت هذه الانفجارات بالأجهزة اللاسلكية المحمولة بأيدي أفراد الحزب، باختراق إسرائيل لنظام أجهزة الاتصال اللاسلكي، وتفجيرها وهم يحملونها بأيديهم، بعد أن أعطتها أوامر بالانفجار، ولم يقتصر ذلك على ضاحية بيروت والجنوب في لبنان، وإنما امتد إلى سوريا في عمليات خطيرة، وغير متوقعة.
وبينما أصاب الهلع حزب الله، فقد اكتفى بتحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تفجير الأجهزة، والإعلان عن أنه سيقوم بالانتقام، كما كان الاستنفار لنقل الجرحى والقتلى بالمئات إلى المستشفيات، فيما هرع كل الأطباء ومساعديهم في كل لبنان للمساعدة في هذا الحدث الدامي، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
الغريب، وحسب ما تناقلته مصادر إعلامية كثيرة أن هذه الأجهزة اللاسلكية المحمولة، لم يمض كثيراً من الوقت على تأمين حزب الله لها، وهي من أفضل الأجهزة تقنياً، وصنعت لحزب الله بمواصفات عالية، ولا يزال حزب الله يمر بصدمة كبيرة لم يتوقعها، ولا يعرف كيف يتصرف مع عدو شرس وخطير ومجرم.
إنه هجوم سيبراني غامض تُرشح الأخبار أن من بين المصابين قادة مهمين من حزب الله استهدفتهم إسرائيل في حربها مع الحزب، وقد تكرر هذه العملية في مواقع أخرى من حروبها المتوزعة بين فلسطين والعراق وسوريا واليمن إلى جانب فلسطين، لكن مثلما فعلت إسرائيل ما الذي يضمن محاكاة ما حدث بالرد والهجوم على إسرائيل مصدر هذا التعاطي الجديد في حربها بالمنطقة.
ومع أن الأخبار الأولية تتحدث عن أن السفير الإيراني في لبنان كان من ضمن المصابين، وأن عدداً من حزب الله قد قتلوا، فإن وزير الصحة اللبناني يتحدث عن أن عدد القتلى وصل في أرقام أولية إلى 8 قتلى والمصابين 2750 مصاباً. بينما التوقعات تتحدث عن أن الحادث وما أسفر عنه أكبر بكثير مما يتم تداوله بين وسائل الإعلام ومن الجهات الرسمية في الساعة الأولى من وقوع الحادث.
ولا يزال حزب الله مصدوماً من المصيبة الكبيرة التي حلت به، ولا يُعرف كيف سيكون رده، في ظل تواضع مواجهاته السابقة مع جيش إسرائيل منذ بدأت الهجمات بين الطرفين، إثر قيام حماس بعمليتها في 7 أكتوبر من العام الماضي، وإعلان حزب الله تضامنه مع حماس، وأنه لن يتوقف عن إطلاق مسيراته وصواريخه على إسرائيل ما لم تتوقف إسرائيل نفسها عن حربها في غزة.
هناك تخوف من أن تتسع رقعة الحرب بين حزب الله وإسرائيل، ويرمي كل طرف بكل ما يملك من قدرات عسكرية لكسر العظم أو الظهر، فنرى حينئذ حرباً ضروساً لا تستثني أي جزء في كل من لبنان وإسرائيل يمكن الوصول إليه من هذا الطرف أو ذاك، مع أنها ستكون معركة غير متكافئة، إذا ما فكر الحزب كما هدد بمحاولة الانتقام، وقد تكون نهاية لوجوده كقوة عسكرية تهدد اللبنانيين قبل الإسرائيليين.
أكتب لكم ما تقرأونه مباشرة بعد الإعلان عن الحادث لكسب الوقت للتعليق على هذا الحدث الخطير، وقد تكون قد استحدثت معلومات، وتبين ما لم يتم الإفصاح عنه مبكراً، حتى وأن رأى فيه البعض بأنه عمل غامض، غير متوقع، وعلينا أن نتذكر أنه من إسرائيل، وإسرائيل تقدم عادة على ما هو غير مألوف وغير منتظر، وهذا ما حدث دون أن تعلن عن مسؤوليتها عن الحادث، أو تعلق عليه.