في الخطاب الملكي السنوي الذي ألقاه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال رعايته نيابة عن الملك أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى مضامين ورسائل داخلية وإقليمية ودولية يحسن بنا أن نتوقف عندها.
الرسالة الأولى: تأكيده بأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وهو موقف ثابت ظل يلتزم به الخلف من ملوك المملكة، كما التزم به السلف الملك عبدالعزيز الذي علّم أبناءه ورباهم عليه، وأنه لا مزايدات على هذا الالتزام، رغم الإساءات والتجريح من بعض العرب، بل ومن بعض الفلسطينيين، والتشكيك لأهداف مشبوهة في مواقف المملكة، مع أنه كان بمقدور المملكة أن تعترف بإسرائيل، كما فعل غيرها من العرب، لكونه حقا سياديا لها، غير أنها لم ولن تفعل.
الرسالة الثانية: أن المملكة ماضية، وبتفاؤل وثقة وعزم وإصرار في مواصلة رحلتها الطموحة لتحقيق مستهدفاتها، وفق منهج شامل، يقوم على المراجعة، وترتيب الأولويات، مسترشدة بالرؤية 2030 التي رسمت الطريق، بعيداً عن الاجتهادات الفردية التي تصيب وتخطئ.
الرسالة الثالثة: أن ما تم إنجازه من خطوات ثابتة في رحلة الرؤية المباركة تم بالعمل المستمر، ما جعل الأجزاء الكبيرة من المستهدفات وطنياً ودولياً تتحقق بكل هذا النجاح المبهر.
الرسالة الرابعة: مكانة المملكة، واحتضانها لمراكز كثيرة من النشاطات الدولية المتعددة، منحها الأفضلية في استضافة إكسبو 2030 وكأس العالم لعام 2034 رغم المنافسة الحادة مع عدد من الدول.
الرسالة الخامسة: وبفضل السياسة الحكيمة في إدارة شؤون الدولة، فقد ارتفعت المؤشرات والتصنيفات الدولية للمملكة، فحققت المرتبة الـ16 بين الدول الأكثر تنافسية، ما يظهر حسن التخطيط، والمتابعة، والعمل المدروس.
الرسالة السادسة: في الخطاب الملكي تذكير بما تحظى به المملكة من ثقة عالمية، جعلتها إحدى الدول والوجهات العالمية الأولى للمراكز العالمية، والشركات الكبيرة، انطلاقاً من أنها دولة يعتمد عليها في كل الاستثمارات والعقود والالتزامات دون ظهور أي سلبيات، أو سوء في التعامل.
الرسالة السابعة: في الخطاب الملكي يقدم ولي العهد نيابة عن الملك لشعبه معلومات مهمة من بينها: أن المملكة مع استكشاف الثروات الطبيعية، أصبحت من أكبر مخازن الثروات الطبيعية في العالم، وأن العمل جار ليكون التعليم نوعياً، يعزّز المعرفة والابتكار، وبناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي، والمهارة العالية.
الرسالة الثامنة: هناك مضامين ورسائل أخرى كثيرة جاءت في سياق الخطاب الملكي السنوي أمام مجلس الشورى، فيما هي تمضي في مسارات التحديث، والمملكة كما جاء في الخطاب سوف تستمر في حرصها على حماية هويتنا وقيمنا كشعب.
وهكذا يسير قطار التجديد والتحديث والابتكار والتطور والانفتاح على العالم، ليتناغم ذلك مع تسجيل البطالة أدنى مستوى لها تاريخياً، ولتسجل الأنشطة غير النفطية أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الاجتماعي الحقيقي بـ50 % في العام الماضي، وأن عدد السياح تجاوز المستهدف ووصل إلى 109 ملايين سائح عام 2023م، كما ارتفعت نسبة تملك المساكن للمواطنين من 47 % عام 2016م إلى ما يزيد على 63 %، كما أن المملكة أحرزت مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، وصارت من أكثر الفاعلين فيها إقليمياً ودولياً.
وما لم يقله الملك، وما نعرفه ولم نشر إليه، هناك الكثير من الإنجازات التي تم تحقيقها، وهناك غيرها لا زال المواطن موعوداً بها، فالمملكة تمر بطفرة غير مسبوقة، بفضل حسن القيادة، ودقة المتابعة والمحاسبة، والاسترشاد في مسارات هذا التطور برؤية طموحة وواضحة، وتتم مراجعة تنفيذ خطواتها من ولي العهد بنفسه، ما يجعلنا أكثر تفاؤلاً واستشرافا بما سيتحقق في المستقبل.