هي خدعة متقنة يمكن إطلاق عليها اسم "حصان طروادة" الحديث كما وصفتها "نيويورك تايمز"، فالحكومة الإسرائيلية لم تتلاعب بأجهزة الحزب التي انفجرت بل صنعتها.
12 مسؤولاً دفاعياً واستخبارياً حالياً وسابقاً اطّلعوا على الهجوم، أشاروا لصحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنّ "الإسرائيليين كانوا وراءها، ووصفوا العملية بأنّها معقّدة، وقد خُطّط لها منذ وقت طويل".
وتشير الصحيفة إلى أنّ الحزب كان يدفع منذ سنوات باتجاه الاستثمار في أجهزة البيجر التي على الرغم من قدراتها المحدودة يمكنها استقبال البيانات دون الكشف عن موقع المستخدم أو أيّ معلومات أخرى قد تعرّضه للخطر، وفقاً لتقديرات الاستخبارات الأميركية.
ورأى مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية أن "إسرائيل وضعت خطة لإنشاء شركة وهمية تتظاهر بأنّها منتج دولي لهذه الأجهزة حتى قبل أن يقرّر نصر الله استخدام أجهزة البيجر".
وبحسب ثلاثة ضبّاط استخبارات مطّلعين على العملية: "في الواقع كانت Consulting B.A.C التي مقرّها في المجر وتمّ التعاقد معها لإنتاج أجهزة البيجر نيابة عن شركة تايوانية تسمّى Gold Apollo، جزءاً من جبهة إسرائيلية. كما تمّ إنشاء شركتين وهميّتين أخريين على الأقلّ لإخفاء الهويّات الحقيقية للأشخاص المسؤولين عن إنشاء أجهزة البيجر، أي ضبّاط المخابرات الإسرائيلية".
ووفقا لضباط الاستخبارات الثلاثة، فإنّ هذه الأجهزة، التي تمّ إنتاجها بشكل منفصل، تحتوي على بطّاريات مملوءة بمادّة PETN المتفجّرة. وبدأ شحن أجهزة البيجر إلى لبنان في صيف عام 2022 بأعداد صغيرة، لكنّ الإنتاج تسارع بسرعة بعدما حذّر نصر الله من الهواتف المحمولة.
وكشف المسؤولون الاستخباريون للصحيفة أنّ الحزب كان يدرك أنّ إسرائيل استثمرت الملايين في تطوير التكنولوجيا، وانتشر بين الحزب وحلفائه بأنّ أيّ اتصال عبر الهاتف المحمول وحتى تطبيقات المراسلة المشفّرة لم يعد آمناً.
ولم يحظر نصر الله الهواتف المحمولة في اجتماعات قادة الحزب فحسب، بل أمر بعدم نقل تفاصيل تحرّكات الحزب وخططه عبر الهواتف المحمولة أبداً، وأمر ضبّاط الحزب بحمل أجهزة البيجر في جميع الأوقات، وباستخدامها في حالة الحرب لإخبار المقاتلين إلى أين يذهبون. وخلال الصيف، زادت شحنات أجهزة البيجر إلى لبنان
بالنسبة للحزب، كانت هذه الأجهزة إجراء دفاعياً، لكن في إسرائيل تحدّث ضبّاط المخابرات عن أجهزة البيجر على أنّها "أزرار" يمكن الضغط عليها عندما يبدو الوقت مناسباً.