سؤال مهم عن قدرات إسرائيل

هل صحيح أن بمقدور إسرائيل أن تخوض فى وقت واحد حرباً موسعة فى غزة والضفة الغربية ولبنان وما يستجد من ردود أفعال تلقائية أخرى؟ مع مراعاة أن القدرة فى السؤال لا تخص إمكانات التسليح المضمون تدفقها من الخارج، وإنما عن أهم البنود الخاصة بالمحاربين الإسرائيليين على هذه الجبهات، وجبهتهم الداخلية. ذلك لأن الأخبار المتداوَلة، التى تتسرب من الرقابة الإسرائيلية الصارِمة، تؤكد أن هذه أسوأ حالة للمحاربين الإسرائيليين ولجبهتهم الداخلية عبر تاريخ حروب إسرائيل! فالإجهاد البدنى واضح على المحاربين، يزيده تدهور سوء حالاتهم المعنوية، لأنهم لا يزالون يتعرضون للاستنزاف فى غزة بعد نحو عام من استخدامهم أشد الأسلحة توحشا بالقتل والحصار وتدمير المنشآت، كما أن الرأى العام الإسرائيلى منقسم، لأول مرة أيضاً، ليس على مبدأ الحرب، ولكن على تبعاتها، وهو ما تتجلَّى بعض أدلته فى تظاهرات ذوى الأسرى ومؤيديهم.

أضِف أيضاً، أن رهان إسرائيل لم يكن على قدرتها العسكرية على مواجهة حزب الله، وإنما على أن الحزب يخشى توسيع المواجهة ويُكَبِّل نفسَه بما يُعرَف بقواعد الاشتباك، وأن عملياته ستظل دائماً، كما ظنّ قادة إسرائيل، فى حدود ما لا ينتهك عمق إسرائيل. فلما تهورت إسرائيل فى التجاوز والاستفزاز، لم يبق أمام الحزب إلا أن يردّ بصواريخ قرب حيفا، لأول مرة منذ حرب 2006! لاحِظ أن هذه الضربة التزمت بالاقتصار على قصف وحدات عسكرية إسرائيلية، ولم تَردّ بالمثل على جرائم إسرائيل ضد المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين. وأخطر ما تلتقطه إسرائيل من هذا أن أمنها صار مهدداً بشدة، لأن حزب الله بهذا يعبر الخط الفاصل بين حصر عملياته فى حدود إسناد حلفائه فى غزة، إلى أن يكون طرفا مشارِكا بالفعل فى مواجهة إسرائيل.

هذا الارتباك، الذى تعرَّضت له إسرائيل ليلة السبت الماضى، كان نتيجة لـ120 صاروخاً فقط أطلقها حزب الله وأصابت أهدافها العسكرية فى إسرائيل، فى حين تقول مصادر إسرائيلية إن لدى الحزب نحو 150 ألف صاروخ! وهو ما يطرح بجدية تساؤلاً عن قدرة إسرائيل الآن على التصعيد الذى لا يضمن لها السلامة.

الاهرام

يقرأون الآن