بعد الأنباء المتضاربة حول مصيره، وسط تقارير إسرائيلية ألمحت إلى مقتله في بيروت، عم القلق والتساؤلات حول قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، إسماعيل قاآني.
فقد انتظر العديد من الإيرانيين تفاصيل حول أرفع قائد عسكري في البلاد، يترأس قوات النخبة في الحرس الثوري. كما ترقبوا إجابات حول ما إذا كان على قيد الحياة أو أصيب، وفق ما أفادت عدة وسائل إعلام محلية
في حين أكد ثلاثة مسؤولين إيرانيين أن قاآني سافر إلى بيروت الأسبوع الماضي للقاء كبار مسؤولي حزب الله ولمساعدة الحزب على التعافي من موجة الهجمات والضربات المؤلمة الإسرائيلية التي طالته مؤخرا، والتي تكللت باغتيال أمينه العام حسن نصرالله ، مع القيادي علي كركي، فضلا عن عباس نيلفروشان الذي عين قائد قوات الحرس الثوري في لبنان وسوريا في أعقاب مقتل محمد رضا زاهدي.
ذعر في صفوف الحرس
وقال أحد أعضاء الحرس الثوري المتمركز في بيروت، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن صمت كبار المسؤولين الإيرانيين حول قاآني يثير الذعر بين صفوف فيلق القدس، حسب ما نقلت "نيويورك تايمز".
رغم ذلك لم يقدم المسؤولون الإيرانيون حتى اللحظة أي إجابة واضحة.
آخر صورة له
وكان قاآني البالغ من العمر 67 عاما، والذي خلف منذ العام 2020 قاسم سليماني شوهد آخر مرة بعد يومين على اغتيال إسرائيل نصرالله، في مكتب ممثل الحزب بطهران، عبد الله صفي الدين، شقيق رئيس الهيئة التنفيذية لحزب الله هاشم صفي الدين، والمرجح أن يخلف نصر الله. علما أن التواصل مع صفي الدين انقطع منذ يوم الجمعة الماضي، بعيد غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
لكن غياب قائد فيلق القدس يوم الجمعة الماضي عن حضور خطبة المرشد علي خامنئي، لإحياء ذكرى نصر الله، أثار الكثير من التساؤلات.
وفي معلومات جديدة، افادت "الجريدة"، نقلا عن مصدر في "فيلق القدس"، أن قائد الفيلق اللواء الركن إسماعيل قآني أصيب بجروح في كتفه وصدره ورجله في الغارة التي استهدفت صفي الدين فجر الجمعة.
وقال المصدر إن قآني كان متجهاً إلى اجتماع مع صفي الدين وغيره من قيادات الحزب، لبحث ترتيبات دفن نصرالله والتعيينات في الحزب بعد اغتيال معظم قياداته العليا، بما في ذلك تسمية صفي الدين أميناً عاماً. ووفق المصدر، أصيب قآني قبل قليل من دخوله إلى المبنى المستهدف الذي دمر بأكثر من 73 طناً من القنابل الخارقة للتحصينات في وقت قتل مرافقه وسائقه.
وقام مرافقون في سيارة أخرى كانت تتبعه عن بعد بسحبه من السيارة ونقله على الفور إلى مكان آمن ثم إلى سوريا وبعدها إلى طهران حيث خضع لعدة عمليات جراحية قبل أن يخرج في وقت لاحق أمس من العناية الفائقة بعد خسارة كميات كبيرة من الدماء. وذكر أن قآني عبر براً إلى لبنان عبر أنفاق سرية على الحدود السورية، واتخذ إجراءات أمنية مشددة بينها تبديل السيارات أكثر من مرة، وكان يرتدي درعاً مضادة للرصاص. وأشار المصدر إلى أن زيارة قآني في التوقيت الأمني الصعب جاءت بعد أن تعرض لانتقادات بسبب الضربات الكبيرة التي تلقتها قيادة "حزب الله" التي تنسق أمنياً مع "فيلق القدس" الذراع الخارجية للحرس الثوري. وقبل سفره إلى بيروت، تم استدعاء عدد من أعضاء عائلة قآني والمقربين منه للتحقيق معهم بسبب شكوك حول احتمال أن يكون أحد أفراد عائلته تعرض للاختراق، والعديد منهم لا يزال قيد التوقيف حتى اليوم، حسب المصدر.