كتبت كلير شكر مقالا في نداء الوطن جاء فيه: في الدورة الماضية، وبعد دقائق معدودة من صدور النتائج الأولية لانتخابات دائرة الشوف - عاليه، لم يخف رئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهاب «غضبه» فصبّه مرّة واحدة على حليفه، «حزب الله»، محمّلاً إيّاه مسؤولية سقوطه، على بعد أمتار قليلة من البرلمان، في «مطبّ» عدم مدّه بالأصوات الكافية التي تسمح له بعبور الحاصل الانتخابي".
يومها خاض «التيار الوطني الحر» الانتخابات بالتحالف مع «الحزب الديموقراطي اللبناني»، فيما بقي وهّاب وحيداً، محققاً مفاجأة مدوّية في الأرقام التي خزّنتها صناديق الاقتراع حيث اقترب من نيل الحاصل الانتخابي الأوّل في الدائرة بنيل لائحته 12796 صوتاً، بفارق نحو 329 صوتاً عن الحاصل الأول، ونيله 7340 صوتاً تفضيلياً، متفوّقاً على مروان حمادة الذي نال 7266 صوتاً... الأمر الذي جعل سيناريو تجاوزه في العام 2022، مكلفاً.
ولهذا، ومع ولادة تحالف «التيار الوطني الحر»- «الحزب الديموقراطي»- «حزب التوحيد» مقابل تحالف الحزب «التقدمي الاشتراكي»- «القوات»- «الأحرار» والخصم الجديد، أي قوى «التغيير»، خرجت التقديرات الأولية لنتائج معركة 15 أيار، عن السائد.
في التفصيل، يتبيّن أنّ التحالف الأول بات يضمّ كلاً من: طلال أرسلان (المقعد الدرزي - عاليه)، سيزار أبي خليل (المقعد الماروني - عاليه)، أنطوان البستاني (المقعد الماروني - عاليه)، طارق خيرالله (المقعد الأرثوذكسي - عاليه)، فريد البستاني (المقعد الماروني - الشوف)، وئام وهاب (المقعد الدرزي - الشوف)، ناجي البستاني (المقعد الماروني - الشوف)، أحمد نجم الدين (المقعد السني - الشوف)، أسامة المعوش (المقعد السني - الشوف)، غسان عطالله (المقعد الكاثوليكي - الشوف) وأنطوان عبود (المقعد الماروني - الشوف).
أما التحالف الثاني فيضمّ: في الشوف: تيمور جنبلاط (المقعد الدرزي)، مروان حمادة (المقعد الدزري)، جورج عدوان (المقعد الماروني)، حبوبة عون (المقعد الماروني)، ايلي قرداحي (المقعد الماروني)، بلال عبدالله (المقعد السني)، سعد الدين الخطيب (المقعد السني)، فادي معلوف (المقعد الكاثوليكي). وفي عاليه: أكرم شهيب (عن أحد المقعدين الدرزيين)، راجي السعد (المقعد الماروني)، جويل فضول (المقعد الماروني)، ونزيه متى (المقعد الأرثوذكسي). وقد أبقي على المقعد الدرزي الثاني شاغراً لصالح النائب طلال أرسلان.
بالتوازي، يتردد أنّ قوى «التغيير» تضع اللمسات الأخيرة على لائحة موحدّة بعد تذليل العقبات، فيما التقديرات الأولية تعطي هذا التفاهم في ما لو حصل، فرصة عبور الحاصل الانتخابي الذي تجاوز في العام 2018، عتبة الـ13 ألف صوت، لكنه عاد وانخفض إلى حوالى 10700 صوت بعد إعادة احتسابه.
في الواقع، فإنّ مجريات المشاورات في اللائحتين الحزبيتين، أظهرت بعض العراقيل التي احتاجت إلى الكثير من الاجتماعات لمعالجتها. إذ إنّ إصرار «القوات» على تجيير المقعد الكاثوليكي في الشوف للأحرار (فادي معلوف)، أخّر ولادة اللائحة بعض الشيء، مع العلم أنّ «الاشتراكي» يتعامل مع هذا المقعد بالذات، على أنّه «خاصرة رخوة» قد تُنتزع من حصتّه بعد عزوف النائب نعمة طعمة عن الترشح، خصوصاً أنّه، أي «الاشتراكي» سيركّز معركته بالدرجة الأولى على المقعدين الدرزيين منعاً لحصول أي اختراق، قد يفرضه وهّاب.
في المقابل، فإنّ ما عرف بأزمة «البساتنة» ترك ولادة لائحة «التيار»- أرسلان- وهّاب إلى اللحظات الأخيرة قبل التوجه إلى وزارة الداخلية، في اليوم الأخير للمهلة القانونية، لتسجيل اللائحة. لكن أركان هذه اللائحة غير مكترثين بـ»الغبار» الذي أحاط بولادتها، باعتبارها برأيهم إنجازاً سيُذكر، كونه الأول الذي يشهده الجبل منذ عقود. بتقديرهم، إنّ أهمية التحالف تكمن في عنصرين:
الأول هو الزخم السياسي الذي ستفرضه اللائحة لدى أهل الجبل بشكل قد يشجعهم على المشاركة يوم 15 أيار بكثافة لفرض واقع جديد، لكونها معركة سياسية بامتياز.
الثاني يرتبط بلعبة الأرقام حيث يقول أركان اللائحة إنّ هذا التفاهم سيسهم في تأمين خمسة حواصل، وإذا جرت الحملة الانتخابية كما خططنا لها، فقد نتخطى الخمسة. وفق هؤلاء، فإنّ الكوتا ستنطلق من مقعد ماروني ومقعد درزي في عاليه، ومقعد كاثوليكي ومقعد درزي أو ماروني في الشوف. ويأمل هؤلاء أن يصنع التفاهم موجة تأييد كبيرة تساعد على تحقيق هذه الأهداف، ويؤكدون أنّ وجود ثلاثة مرشحين من آل البستاني، 2 في الشوف وواحد في عاليه، في اللائحة يزيدها قوة خصوصاً أنّ ناجي البستاني نال في الدورة الماضية التي خاضها بالتحالف مع «الاشتراكي» أكثر من 5200 صوت تفضيلي، ومن شأن مشاركتهم أن تحمّس المسيحيين على التصويت للائحة. ويؤكد هؤلاء أنّ العمل على هذه اللائحة عمره أشهر كما التخطيط لحملتها بحسابات انتخابية دقيقة، ولو أنّ شخصيات سنيّة عادت وتراجعت عن موقفها في المشاركة بسبب التخبّط الحاصل في الوسط السنيّ.
نداء الوطن