اذا كانت دائرة الشمال الثالثة عرفت بدائرة الرؤساء، لكونها تضم أقوى الشخصيات المارونية المرشحة لتولي منصب رئاسة الجمهورية، فإن نتائجها أتت محمّلة بالدلالات والرسائل التي ستخلط بقوة الاوراق والحسابات على ضفة الطامحين الى الجلوس على كرسي بعبدا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".
فوفق النتائج الرسمية التي أعلنها وزير الداخلية بسام مولوي، بلغت نسبة الاقتراع في الدائرة التي تضم البترون - بشري - زغرتا - الكورة، 44.2%، وفاز كل من: غياث يزبك، جبران باسيل، وليام طوق، ستريدا جعجع، طوني فرنجيه، ميشال معوض، ميشال الدويهي، جورج عطالله، فادي كرم، وأديب عبد المسيح.
في الارقام، وفي البترون، حل مرشح القوات اللبنانية النائب غياث يزبك أوّلا، وتفوق باكثر من ٢٠٠٠ صوت على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
اما في زغرتا، فتمكّنت المعارضة من تحقيق فوز لافت، اذ فاز كل من رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، وميشال الدويهي عن المجتمع المدني، وأديب عبدالمسيح المستقل المدعوم من حزب الكتائب، فيما اقتصر تمثيل تيار المردة على النائب طوني فرنجية الذي تمكّن وحده من حجز مقعد له في مجلس النواب فيما لم يُوفّق أعضاء لائحته الآخرين في زغرتا.
يمكن القول اذا، تتابع المصادر، ان مرشحَين اساسيين لرئاسة الجمهورية، هما باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، هُزما في عقر داريهما، في البترون وفي زغرتا، لصالح القوات والمستقلين والمجتمع المدني.
عليه، ولمّا كان فريق ٨ آذار بقيادة حزب الله، يعمل لاختيار احدهما لإدخاله الى قصر بعبدا خلفا للرئيس ميشال عون، وفيما كان الرجلان يسعيان الى تثبيت زعامتيهما في الشارع المسيحي خاصة امام عيون الضاحية، لتعزيز حظوظ دعم الاخيرة لهما في السباق الرئاسي، لم تسعفهما الارقام التي افرزتها صناديق ١٥ ايار في هذه المهمة، ويجب "منطقيا" ان تكون قضت هذه "السكورات" غير المشجّعة، على طموحات كل من باسيل وفرنجية الرئاسية، الا اذا كانا، ومعهما حزب الله، في وارد إنكار الواقع كما فعل باسيل في مؤتمره الصحافي امس حيث اكد انه لا يزال صاحب الكتلة النيابية والتكتل الاكبر في البرلمان، في وقت اعتبر فرنجية اليوم ان " لا علاقة لنتيجة الإنتخابات بحسابات الرئاسة"، تختم المصادر.
المركزية