هل تنفجر أزمة خبز قريبة في لبنان بدءاً من منطقة البقاع؟ فصباح أمس تجمع عدد من أصحاب الأفران العاملة في البقاع في حركة إحتجاجية أمام مطحنة البقاع، رافعين الصوت حول تراجع كميات الطحين الكافية لتأمين استمرار الإنتاج بأفرانهم، بعدما توقفت المطحنة عن تسليمهم الطحين منذ أيام، بسبب نضوبها من كميات القمح أيضاً.
ومطحنة البقاع هي واحدة من مطحنتين تؤمنان حاجة الأفران في منطقة البقاع، ولكنها تعتبر المورد الأساسي لها، إذ يشتري إنتاجها وفقاً لما شرحه المعتصمون 29 فرناً، وتؤمن نحو 80 في المئة من حاجة الأفران للطحين وهؤلاء لم يتمكنوا من الحصول على الكميات التي يحتاجونها منذ أيام.
ووفقاً للمعتصمين، فإن بعض الأفران لم يعد لديه سوى مخزون يكفي لإنتاج الخبز ليوم أو يومين، وبعضها خلا كلياً من الكمية. وقد طلب هؤلاء من وزارة الإقتصاد إرسال دورياتها الى الأفران للتأكد من الأمر، وإحصاء كميات الطحين المتوفرة فيها جميعها.
هذا المشكل كما أكده المعتصمون ليس حكراً على البقاع، وإنما يتقدم البقاع على سائر المناطق، بانتهاء مخزون أكبر مطاحنه. علماً أن في المنطقة مطحنة واحدة فقط الى جانب «البقاع» هي مطحنة السنبلة، إلا أن قدرة إنتاجها وفقاً للمعتصمين لا تتجاوز الـ80 طنّاً يومياً. هذا في وقت تصل حاجة البقاع اليومية للطحين وفقاً لنقيب أصحاب الأفران في البقاع عباس حيدر إلى 600 طن يومياً. علماً أن الكمية الإجمالية من القمح التي يحتاجها لبنان شهرياً تصل الى 27 ألف طن، من بينها نحو 12 ألف طن لمنطقة البقاع.
كانت هذه الكميات تتوفر عبر مطحنة البقاع، إلى أن أعلنت الأخيرة توقفها عن العمل منذ أيام. وقد بدأت تداعيات هذا التوقف تنعكس على مخزون الأفران. ليتبيّن أن المشكلة هي امتداد لأزمة عامة، خصوصاً ان مطحنة البقاع تشتري كميات القمح من مطحنة بقاليان التي توقفت بدورها عن تسليم كميات القمح للمطاحن، ما يعني أن الأزمة لن تكون محصورة بالبقاع، بل ستنتقل الى سائر المناطق اللبنانية فور تراجع مخزونها، هذا في وقت يستغرق استيراد كميات قمح جديدة حالياً وفقاً لحيدر أقلّه نحو شهر، حتى تفتح الإعتمادات في وزارة الإقتصاد ويوافق مصرف لبنان على التوقيع على التحويلات.
وشرح أمين سر نقابة أصحاب الأفران في لبنان ناصر سرور أن هناك مستوردين أساسيين للقمح في لبنان، هما مطحنة بقاليان ومطحنة تاج، اللتان تؤمنان القمح لـ15 مطحنة في كل الأراضي اللبنانية. والأولى كما إتضح من كلام المعتصمين توقفت عن استيراد القمح، فيما مجمل إنتاج الثانية يومياً لا يتجاوز الـ 600 طن.
المعتصمون شدّدوا على انهم لا يدافعون عن أفرانهم، وإنما عن حق المواطن بالرغيف، وأكدوا عدم استعدادهم للوقوف في خط المواجهة مع المواطنين، محمّلين أزمة القمح لوزارة الإقتصاد التي بقيت تطمئن منذ أشهر لكونها تعمل على تأمين حاجة لبنان لمخزون يحافظ على أمنه الغذائي. واعتبر سرور أننا ببلد كله مشاكل ولن نقبل بقطع الخبز عن الناس أيضاً. كما اننا لن نقبل كأفران أن نكون كبش محرقة، لأن الأفران لا تقطع الخبز، ومن يقطع الخبز هو الذي وعد الناس أن هناك كميات تكفي لستة أشهر في البلد، ووعد بإغراق البلد بالقمح والطحين من الهند وأميركا ولم يفعل.
وطالب بخطة طوارئ سريعة لاستيراد الطحين لثلاثة أسابيع حتى لا ينقطع الرغيف مع ضرورة إيصال كميات قمح بدءاً من غد (اي اليوم الثلثاء) الى البقاع. لافتاً إلى تواصل تم مع وزارة الاقتصاد حتى تحوّل أي كميات فائضة من أي مطحنة لديها الى البقاع في انتظار إيجاد حل جذري.
وإلا حذر المعتصمون بأن التلكؤ بالموضوع يعني إشعال البلد. خصوصاً أن ندرة الخبز في الأفران سيؤدي الى رفع سعره، ويتسبب بمشاكل كبيرة وفوضى.
لوسي بارسخيان - نداء الوطن