لبنان

للمرة الأولى منذ سنوات: سعد يزور الحريري

للمرة الأولى منذ سنوات: سعد يزور الحريري

خطفت زيارة الامين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» النائب اسامة سعد الى رئيسة «مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة» بهية الحريري في دارتها في مجدليون، كل الاهتمام السياسي والشعبي في صيدا، وتقدمت على ما عداها من قضايا حياتية ومعيشية، اذ تضمنت مبادرة لتعزيز التعاون والتكاتف بين القوى السياسية والفاعليات والهيئات، والسعي لتخفيف معاناة المواطنين في مواجهة انهيار مختلف القطاعات الخدماتية وفي مواجهة الأوضاع المعيشية المأسوية.

الزيارة التي تعد الاولى رسمياً منذ سنوات، شغلت الصيداويين، كبيرهم وصغيرهم، في قراءة أهميتها وتوقيتها، وتركت ارتياحاً كبيراً في الاوساط الشعبية وقد علقت آمالاً في ان تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بعد التفاهم الضمني بينهما على مختلف قضايا المدينة، سيما وانها تضمنت ايضاً مبادرة لتخفيف حدة الازمات عن الناس عقب الانتخابات النيابية الاخيرة التي خاضها سعد مع النائب الدكتور عبد الرحمن البزري بعيداً من التحالف مع الثنائي الشيعي، وبعد تعليق الحريري للعمل السياسي وعدم ترشحها التزاماً بقرار الرئيس سعد الحريري وكتأكيد على اهمية دورها بغض النظر عن الموقع النيابي او الرسمي.

وأكدت مصادر مسؤولة لـ»نداء الوطن» ان الزيارة «كانت ايجابية واتت تتويجاً لتفاهم الحريري ـ سعد الضمني على مختلف قضايا المدينة، والتواصل الهاتفي المستمر بينهما اخيراً، وبحثت اهمية التعاون صيداوياً وآلياته العملية في المرحلة المقبلة لمحاكاة القضايا الخدماتية الشائكة والمعقدة ومنها مشاكل انقطاع الكهرباء والمياه، اشتراك المولدات، تراكم النفايات في احياء المدينة وشوارعها وقضية معمل معالجة النفايات بعد تولي ادارة جديدة مسؤوليته».

والزيارة التي تمت بمواكبة اعلامية، شارك فيها مدير مكتب النائب سعد طلال ارقدان والمهندس بلال شعبان من جهة، ومنسق عام تيار «المستقبل» في صيدا والجنوب مازن حشيشو، والمديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة روبينا أبو زينب من جهة اخرى، وكانت بمثابة لقاء عمل سياسي - خدماتي بامتياز، يتجاوز المجاملة ليشكل فاتحة عهد جديد في التعاون المشترك في الانماء وفي كل المشاريع التنموية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية في صيدا.

وقال سعد عقبها: «كانت فرصة لتبادل الأفكار حول قضايا المدينة وملفاتها الصعبة والشائكة وخصوصاً مع غياب مؤسسات الدولة ودورها في معالجتها، وكان لا بد من التشاور مع السيدة بهية حول الآليات التي يمكن ان نتبعها في هذه المرحلة، وهي معالجة ملفات المدينة او التخفيف من ضغطها على المواطنين خصوصاً في مجالات البيئة وخدمات الكهرباء والمياه وتعثر الأسواق التجارية وغيرها من القضايا».

وعقب زيارته رئيس البلدية محمد السعودي اعلن سعد اطلاق مبادرة تهدف إلى تعزيز التعاون والتكاتف بين الفاعليات والهيئات وسائر المواطنين، وتوحيد الطاقات والجهود في خدمة مدينة صيدا والجوار، والسعي للتخفيف من معاناة المواطنين في مواجهة الانهيارات التي تشهدها مختلف القطاعات الخدماتية، وفي مواجهة الأوضاع المعيشية المأسوية التي يعاني منها المواطنون.

وأعلن سعد انه اتصل هاتفياً بالنائب الدكتور عبد الرحمن البزري الموجود خارج صيدا، وبمسؤول «الجماعة الاسلامية» في صيدا والجنوب الدكتور بسام حمود ويستكمل التواصل مع ممثلي المؤسسات الأهلية، والهيئات النقابية والاقتصادية والاجتماعية، ومع سائر الفاعليات. وتم الاتفاق على الدعوة إلى اجتماع تشاوري قريباً في بلدية صيدا، من أجل إطلاق ورش عمل حول مختلف الملفات والمشكلات الأساسية بهدف إيجاد الحلول المناسبة لها ومن بين تلك الملفات: الكهرباء، المياه، النفايات وغيرها من القضايا التي تشكل هماً يومياً لكل مواطن. وشدد على أهمية إشراك جميع المعنيين بكل ملف من الملفات، وعلى ضرورة الافادة من كل الطاقات وأصحاب الخبرة والاختصاص، مؤكداً على أهمية تصعيد النضال من أجل إنقاذ لبنان، وتعديل موازين القوى بما يسمح بالتغيير السياسي الذي يشكل الطريق الوحيد نحو الإنقاذ.

واعتبر أن سياسات التحالف الحاكم منذ عقود وحتى اليوم دفعت البلد إلى الانهيار. ومع استمرار هذه السياسات تبدو الأوضاع متجهة نحو المزيد من الانهيار، ونحو تهديد مصير الشعب والوطن وتهديم المجتمع. لذلك، وإلى جانب تصعيد النضال وتوحيد الطاقات من أجل الإنقاذ، لا بد من تعزيز التعاون وتجنيد كل الطاقات والإمكانيات لحماية المجتمع. و»إني أناشد المواطنين، وكل القوى والهيئات والفاعليات، لمد يد التعاون والعمل المشترك دفاعاً عن الناس وحقوقهم وكرامتهم وتوفير مقومات العيش الكريم».

محمد دهشة - نداء الوطن

يقرأون الآن