مصر وإريتريا والصومال تحالف ضد الأطماع

كانت قمة الخميس الماضى فى أسمرة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيسين الإريترى أسياس أفورقى، والصومالى حسن شيخ محمود، رسالة قوية لتعزيز الأمن فى القرن الإفريقى، وترسيخ مستقبل البحر الأحمر، بل أكثر من ذلك، لكل إفريقيا، إن هناك قوة لحماية الاستقرار والتنمية فى بلداننا.

لقد جاء لقاء المصريين مع الصوماليين والإريتريين فى لحظة حرجة تمر بها هذه المنطقة، حيث تزايد الحركات الإرهابية، والأطماع الإقليمية، وقد عكس اللقاء صورة سياسية موحدة، حيث الأشقاء الصوماليون ينتظرون تعزيز جيشهم لاستئصال الإرهاب، وقد استطاع الجيش الصومالى والفصائل المتحالفة معه استعادة السيطرة على معظم المناطق التى حاول الانفصاليون، والإرهابيون السيطرة عليها، وكانت علاقات مصر بالصومال قد شهدت تطورات إيجابية متسارعة، حيث بدأت مصر فى مساعدة، وتدريب الجيش الصومالى كجزء من استعدادات مصر للمشاركة فى قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقى بالصومال والمعروفة باسم(أميصوم)، وستكون مصر أول دولة إفريقية تنشر قوات لدعم الجيش الصومالى بعد انسحاب قوات الاتحاد الإفريقى الحالية، ويشير المراقبون إلى أن هذا التطور يدعم وحدة الأراضى الصومالية، ويعززها، ويوقف الحركات الانفصالية، والإرهابية. أعتقد أن لقاء أسمرة بين رؤساء مصر والصومال وإريتريا كان رسالة قوية لمواجهة الإرهاب، والأطماع الخارجية، لأننا لا نريد امتداد الحركات الانفصالية، والحروب التى تحدث فى بعض دول القارة إلى القرن الإفريقى، أو منطقة البحر الأحمر، ولذلك فإن إستراتيجيات مواجهة التحديات الإقليمية تنتقل (بعد هذه القمة المؤثرة) إلى مرحلة أكثر تقدما تدعم إريتريا والصومال، وتمنع امتداد الحركات الانفصالية المزعزعة للأمن الإقليمى لتلك المنطقة، كما تقف بقوة ضد الأطماع الرامية إلى إعادة سيطرتها على تلك المنطقة عبر تشجيع الحركات الانفصالية، والإرهابية.

وأخيرا، فإن التحالف المصرى- الصومالى- الإريترى يقدم نموذجا سياسيا راقيا للتعاون الإقليمى الذى يحقق مصالح الدول والشعوب بعيدا عن أوهام القوة، والغطرسة، وإعادة إحياء الرأسمالية الاستعمارية التى عفا عليها الزمن، ويقدم التحالفات المتطورة التى تساعد على استقرار القرن الإفريقى، ومنطقة البحر الأحمر، ويعطى النموذج للدول الإفريقية، والآمال للشعوب للازدهار، والتقدم.

الأهرام

يقرأون الآن