مَن يَتحمّل مخاطر اللعب بالتوازنات الداخليّة؟!

مِن الخطاب الأول الذي ألقاه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في الثالث من تشرين الثاني من العام الماضي، أي بعد حوالى الشهر على العدوان "الإسرائيلي" على غزة، وجّه كلامه الى الولايات المتحدة مباشرة، واعتبر أن المعركة معركتها وهي مَن تُديرها، قائلاً: حزب الله لا تُخيفه الأساطيل الأميركية لأنه أعدّ لها العدّة. من هنا وبعد سنة وعندما يتم الحديث عن العدوان "الإسرائيلي" على لبنان في الأهداف والتوقيت، يكون السؤال: ما هي أهداف الحرب الأميركية على لبنان؟؟

تقول مصادر متابعة إن الولايات المتحدة على مدى عام، هي مَن اختارت المراحل والتوقيت لكل مسار الحرب، وصولاً الى العدوان "الإسرائيلي" على لبنان، الذي تريد من خلاله تغيير التوازنات الداخلية لمصلحتها، بمعنى سحب لبنان كلياً الى المعسكر الأميركي، بانضمامه الى قطار التطبيع في المنطقة مع "إسرائيل" ، ضمن النظام الإقليمي الجديد الذي تعمل على تشكيله، والذي أحد أبرز ركائزه إضعاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإعادة بناء ورسم مستقبلها.

أما عن دور "إسرائيل" ضمن مخطّط إعادة ترتيب المنطقة أميركياً، فإن كل هذا الإجرام والقتل وحرب الإبادة والتدمير والوحشية في لبنان، هو للضغط من أجل تحقيق الهدف الأميركي، وفق المصادر، فهذا التدمير والضغط العسكري لا يَخدم واشنطن فقط، وإنما يُعطي أملاً لكل مَن يراهن عليه داخلياً وخارجياً. لكن هنا لا بدّ من سؤال: هل يَعي هذه المرة كل مَن يَنخرط في هذا المشروع خطورته على البلد والمنطقة؟! وبما أن حجم الخطورة يتخطى الحدود، على مَن يقع عاتق المواجهة إذاً؟

إقليمياً، فإن أول مَن حذّر من هذا المخطط هو مصر نظراً لتداعياته الخطرة، تقول المصادر، أما داخلياً فما يُفشِل هذا المشروع أمران:

1- ثبات الميدان وإحداث فرق في مجريات المعركة، من خلال ما تحقِّقه المقاومة من إنجازات تُكبِّد العدو خسائر تفوق قدرته على التحمّل.

2- ثبات الدولة بوجه هذا المشروع الذي يهدف الى تخريب لبنان، لأن التوازنات الداخلية دقيقة جدا ولا يمكن لأحد اللعب بها، ليس فقط لعدم ضمان نتائجها وإنما لحتمية خطورتها، فمَن يتحمّل تداعيات إنهاء طرف وازن في البلد؟!

أمام الحديث عن المشروع الأميركي والذهاب بأحلامه الى البعيد، تؤكد المقاومة رغم كل ما حصل، أن لا تفاوض تحت خط النار بعد أن مَلأت الشواغر واستعادت زمام المبادرة، ووضعت استراتيجية إيلام العدو كمرحلة جديدة، وأدخلت منظومات سلاح جديدة للوصول الى هدفها، ضمن برنامج ومخطَّط وضعته في هذه الحرب، لتوجيه ضربات قاتلة للعدو ومشروعه... فكما كل مرة هناك مَن يخطّط سنوات لمشاريع، وهناك مَن يُفشلها بأيام... فلننتظر هذه المرة أيضاً...

الديار

يقرأون الآن