بينما يحبس العالم أنفاسه لاسيما الشرق الأوسط، ترقباً للرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني مطلع الشهر الحالي، أعلنت أميركا أن تل أبيب ستقرر كيفية الرد.
وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن تل أبيب وحدها من سيقرر كيفية الرد على طهران.
إلا أنه شدد في الوقت عينه على أن واشنطن تواصل عملها لتهدئة التوتر وخفض التصعيد في الشرق الأوسط.
إلى ذلك، أعلن رسميا، اليوم الاثنين، أن الجيش الأميركي سارع إلى نشر نظامه المتقدم المضاد للصواريخ في إسرائيل، مضيفاً أنه "في مواقعه الآن".
إلا أن أوستن رفض ذكر ما إذا كان نظام الدفاع الصاروخي جاهزا للعمل. لكنه قال "لدينا القدرة على تشغيله بسرعة كبيرة ونحن نسير على نفس النهج الذي نطمح إليه".
وكانت أجزاء من تلك المنظومة المتقدمة المضادة للصواريخ بدأت في الوصول، الاثنين الماضي، إلى إسرائيل مع أفراد من الجيش الأميركي لتشغيلها.
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وصل إلى العاصمة الأوكرانية كييف في زيارة غير معلنة، حيث سيلتقي مسؤولين أوكرانيين، حسبما أفاد عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال أوستن عبر منصّة "إكس": "أعود إلى أوكرانيا للمرة الرابعة كوزير للدفاع، لإظهار أنّ الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يواصلان دعم أوكرانيا".
وسيلتقي أوستن الرئيس فولوديمير زيلينسكي ووزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، وفقاً لشبكة "سي أن أن".
وسيتطرّق معهما إلى مسألة طلب أوكرانيا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي النقطة الأولى في الخطة التي عرضها زيلينسكي على حلفائه من أجل تحقيق "النصر" على روسيا.
وتأتي زيارة أوستن قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تعد حاسمة بالنسبة إلى كييف، خصوصاً في ظل تشكيك المرشّح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في الدعم الأميركي لأوكرانيا.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قد التقى مسؤولين أوكرانيين في كييف الأحد، في إطار المناقشات بشأن "خطة النصر" التي عرضها زيلينسكي.
وتواصل كييف المطالبة منذ أشهر بالسماح لها باستخدام الصواريخ البعيدة المدى التي زودتها بها دول غربية، لضرب عمق الأراضي الروسية، وهي أيضاً من النقاط الرئيسية في "خطة النصر". لكن دولاً عدّة أبرزها الولايات المتحدة، ترفض إلى الآن التجاوب مع هذا الطلب خشية من التصعيد مع موسكو.
وقدّمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية وأمنية لأوكرانيا بعشرات مليارات الدولارات وتعهّدت مراراً وتكراراً دعم كييف "مهما طال ذلك" لكن معارضة مشرعين جمهوريين متشدّدين في واشنطن أثارت شكوكاً بشأن المساعدة الأميركية لهذا البلد في المستقبل.
وتشكل واشنطن الطرف المانح الأكبر للمساعدة العسكرية إلى كييف ومن شأن احتمال تخفيض المساعدة العسكرية الأميركية أن يشكل ضربة لأوكرانيا.
وحث أوستن ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المشرّعين الأميركيين خلال جلسة في تشرين الأول إلى مواصلة الدعم لأوكرانيا. وقال أوستن يومها "من دون دعمنا سينجح (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
إلا أن بعض المشرّعين الجمهوريين يعارضون مواصلة تقديم المساعدة في ما أسقط توفير دعم جديد لأوكرانيا من اتّفاق موقت أقرّه الكونغرس الأسبوع الماضي لتجنّب توقف الإدارات الرسمية الأميركية عن العمل.