مقالات

منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية

منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية

منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة فى العالم العربى، هى مظلة إقليمية تعمل من خلالها القيادات فى المؤسّسات الدينية ونشطاء الحوار فى المنطقة على تطوير العديد من البرامج الهادفة لدعم مسيرة الحوار وبناء السلام وتعزيز التماسك الاجتماعى السلمى والمواطنة المشتركة فى المنطقة العربية.

أطلقت المنصة فى 2018 خلال أعمال المؤتمر الدولى الذى نظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار العالمى بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) تحت عنوان (الحوار بين أتباع الأديان من أجل السلام: تعزيز التعايش السلمى والمواطنة المشتركة).

ومنذ تأسيسها نجحت المنصة المدعومة من مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمى للحوار، لتكون جسراً مستداماً للتواصل بين القيادات الدينية ومجتمعاتهم، بهدف تعزيز التعايش السلمى وتعزيز ثقافة الحوار والعيش المشترك والمواطنة، وتسعى المنصة لتكون مظلة أساسية ذات خلفية متنوعة الأديان والثقافات، تحتضن حزمة من المشاريع والبرامج المحلية والإقليمية الهادفة لدعم التنوع الثقافى والدينى وتعزيز ثقافة الحوار والمواطنة المشتركة.

وتندرج تحت أعمال المنصة برامج بناء قدرات فى مختلف المجالات، منها: «برنامج الزمالة العربية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات»، الذى يهدف لتنمية قدرات الفعالين فى مجال تعزيز تعليم ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، كما أطلقت المنصة برنامج زمالة الصحافة للحوار فى المنطقة العربية، والذى يرمى إلى تعريف الإعلاميين بمبادئ صحافة الحوار التى تسعى إلى تعزيز قيم الدقة والإنصاف والموضوعية، واحترام التنوع بكافة أشكاله، عرقياً، أو دينياً.

كما تندرج تحت مظلة المنصة برامج ومبادرات تهدف لتعزيز العيش المشترك والتماسك الاجتماعى على أساس المواطنة المشتركة، وقد أعلنت المنصة هذا العام 2024 عن دعم 25 مبادرة فى عدد من الدول العربية تسهم فى تعزيز الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية فى العالم العربى.

وتهدف هذه المبادرات إلى تعزيز ثقافة الحوار والتسامح بين مختلف الطوائف والأديان فى المنطقة، ودعم المبادرات التى تهدف إلى مواجهة خطاب الكراهية، وتعزيز السلم الاجتماعى، وتعزيز المواطنة المشتركة وتعزيز الاندماج الاجتماعى، وحماية التراث الثقافى والمواقع الدينية فى المنطقة، وتوحيد جهود الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية مع جهود صانعى السياسات، واصطفافهم لترسيخ التعايش والحوار والتفاهم المتبادل، جنباً إلى جنب مع الوقوف ضد العنف والكراهية، ومن ضمن المبادرات التى أطلقها المركز مبادرة «متَّحدون لمناهضة العنف باسم الدين»، خلال مؤتمر دولى، أقيم فى مدينة فيينا بالنمسا، (نوفمبر2014م)، شكّل انطلاقة مهمة فى مسيرة المركز.

إن الحوار بين الأديان السماوية له أهمية بالغة؛ فمن خلاله تتقارب الأفكار وتنمحى العداوات، وبه تتجاوز الأمم المحن لتعمل فى ميدان واحد يصل بها إلى بر السلام والعيش الآمن، إلا أن مشكلة الحوار غالباً ما تكون بين المهتمين والمثقفين، ولا تنزل بنتائجها إلى الشباب أصحاب الديانات المختلفة، كما أن التقارب بين الأديان يجب أن ينزل إلى مناهجنا التعليمية، ليسود التعارف بدلاً من التنازع، والألفة والتعاون والتقارب بدلاً من العداوات والتنازع والصراعات.

بقى أن نقول إن ما يحدث من جرائم ومذابح يومية من جيش الاحتلال الإسرائيلى تجاه الأطفال والنساء والشيوخ فى قطاع غزة، هذه الجرائم المؤيدة والمسكوت عنها من بعض القيادات الدينية هناك، من شأنها أن تؤجج الصراع، وتخلق العداوات، وتثير البغضاء، وتنشر الإرهاب، ليس فى منطقة واحدة فقط، بل تمتد آثار هذه الجرائم إلى العالم كله.

الوطن

يقرأون الآن