مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، يظهر بوضوح تأثير الدعم السياسي والمالي من مليارديرات قطاع التكنولوجيا. وقد انقسم هؤلاء بين دعم دونالد ترامب وكامالا هاريس، مما يعكس توجهات سياسية وأيديولوجية واقتصادية متباينة. فلكل منهم دوافعه الخاصة لدعم أحد المرشحيْن، مما يكشف عن اختلافات في الرؤى حول مستقبل التكنولوجيا والسياسات التي قد تشكّل مسارها.
يتصدر إيلون ماسك قائمة داعمي ترامب من قطاع التكنولوجيا، حيث تبرع بأكثر من 119 مليون دولار لحملة ترامب، مستفيداً من منصته X للترويج له. يعتمد ماسك ومؤيدوه على فلسفة تقليل القيود التنظيمية، مما يتيح لهم توسيع مجالات الابتكار بحرية وسرعة، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية. وهؤلاء يرون أن الحد من الأطر التنظيمية سيخلق بيئة ملائمة لازدهار التكنولوجيا دون عوائق تعطل النمو أو تحد من طموحات المستثمرين في هذا القطاع.
من جهة أخرى، يدعم داستن موسكوفيتز، المؤسس المشارك لشركة Meta، وريد هاستينغز، رئيس Netflix، وبيل غيتس كامالا هاريس، حيث يعتبرون أن نهجها المعتدل في التنظيمات يعزز الحماية المستدامة. ورغم عدم تقديم بيل غيتس لتأييد علني، إلا أنه تبرع بشكل خاص بمبلغ 50 مليون دولار لمنظمة غير ربحية تدعم هاريس، معبراً عن مخاوفه من ولاية ثانية لترامب وتأثيرها على تنظيمات المستقبل. في المقابل، اختار كل من مارك زوكربيرغ (Meta) ولاري إليسون (Oracle) اتخاذ موقف محايد.
يعكس هذا الخيار استراتيجيات عملية تهدف إلى تجنب ردود الفعل السلبية والحفاظ على علاقات مرنة تتيح لهم الاستمرار في تحقيق مصالحهم التجارية، بغض النظر عن نتائج الانتخابات. في انتخابات 2024، يعكس دعم مليارديرات التكنولوجيا لترامب وهاريس تباينات أيديولوجية واضحة حول التنظيم الحكومي. يرى داعمو ترامب، مثل إيلون ماسك، أن تقليل القيود التنظيمية يسرّع النمو ويعزز الابتكار، مما يسمح للتكنولوجيا بالتوسع بحرية. ويخشى ماسك من أن فوز كامالا هاريس قد يؤدي إلى فرض تنظيمات أشد، مما قد يضر بحرية التعبير على منصته X. وهناك داعمون آخرون لترامب في وادي السيليكون، لكنهم يفضلون عدم الكشف عن أسمائهم حتى تتضح نتائج الانتخابات.
في المقابل، يتبنى مؤيدو هاريس، مثل داستن موسكوفيتز وريد هاستينغز، سياسات متوازنة تجمع بين النمو والتنظيم، معتبرين أن وجود قوانين واضحة تحمي المستهلكين وتحد من استغلال الشركات الكبرى لبيانات المستخدمين هو أساس الاستقرار على المدى الطويل. هذا التوجه يسلط الضوء على نقاش واسع في وادي السيليكون حول كيفية تعزيز الابتكار مع الحفاظ على المسؤولية الاجتماعية. الانقسام الأيديولوجي بين مليارديرات التكنولوجيا يعكس جدلاً واسعاً في وادي السيليكون حول تحقيق التوازن بين الابتكار والمسؤولية الاجتماعية.
وقد دفع هذا الاتجاه بعض المديرين التنفيذيين، الذين كانوا يميلون تقليدياً لدعم الحزب «الديمقراطي»، إلى إعادة النظر في مواقفهم لدعم المرشح الذي يعتبرونه الأنسب لمستقبل التكنولوجيا بعد انتخابات 2024.
الاتحاد