شكّل اليوم الانتخابي الأميركي الطويل أمس حدثاً استقطب اهتمام العالم، خاصةً أنه حظي بتغطية إعلاميّة كبيرة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
ففيما حمل هذا اليوم مواقف سياسية واضحة تمّ التعبير عنها في صناديق الاقتراع، لكنه انطوى أيضاً على رسائل مُبطّنة بثت بأساليب غير مباشرة، منها "لغة الأناقة".
فبعد انتخابه رئيساً للولايات المُتحدة، ظهر دونالد ترامب على خشبة المسرح في أول خطاب له مُحاطاً بزوجته ميلانيا، أولاده، ونائب الرئيس جي دي فانس وزوجته، بالإضافة إلى مجموعة من الشخصيّات التي دعمته للوصول إلى البيت الأبيض.
وحرصت ميلانيا على الظهور إلى جانب زوجها الرئيس المُنتخب ببدلة باللون الرمادي حملت توقيع دار Dior الفرنسيّة، تألّفت من سترة تُزيّنها الأزرار وتنورة ضيّقة. وقد كمّلت إطلالتها بحذاء "ستيليتو" باللون الأسود.
فيما أرادت أن تتميّز إطلالتها بالبساطة والأناقة الرصينة التي عُرفت بهما منذ أن تحوّلت إلى شخصيّة عامة.
كما انطبقت هذه الخصائص أيضاً على إطلالة اعتمدتها أيضاً قبل بضع ساعات عندما ذهبت لإدلاء صوتها في الانتخابات برفقة زوجها دونالد ترامب. جاءت هذه الإطلالة من Dior أيضاً، وهي تألّفت من ثوب حريري باللون الأسود تزيّنه نقاط البولكا البيضاء سبق أن ارتدته منذ فترة قصيرة لدى الترويج لكتاب سيرة ذاتيّة أصدرته مؤخراً وحقّق أرقام مبيعات مُرتفعة.
وأرفقت ميلانيا إطلالتها هذه مع نظارات شمسيّة سوداء اعتمدتها داخل المركز الانتخابي، مما عرّضها لانتقادات عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي.
إيفانكا تتوسط زوجها ونائب الرئيس الجديد وزوجتهإيفانكا تتوسط زوجها ونائب الرئيس الجديد وزوجته
كذلك من المُفارقات اللافتة في اليوم الانتخابي الطويل، الخيار الذي اعتمدته ابنة ترامب إيفانكا في إطلالتها بعد غياب عن المُشاركة الفاعلة في حملة والدها الانتخابيّة.
إذ ظهرت خلال إلقاء خطاب النصر بإطلالة دفعت الجمهور والمُتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى طرح العديد من التساؤلات.
فقد اعتمدت بدلة من المخمل نسقتها مع قميص حريري، وقد جاءت إطلالتها باللون الأزرق الذي يرمز في الانتخابات الأميركية عادةً إلى الحزب الديمقراطي الذي كانت مرشحته كمالا هاريس.
فهل أرادت إيفانكا أن تُحمّل إطلالتها رسالة مُبطّنة تعبيراً عن موقف مُعيّن؟
الأمر نفسه تبنّته جيل زوجة الرئيس بايدن التي ظهرت خلال إدلائها بصوتها، وهي ترتدي بدلة باللون الأحمر رمز الحزب الجمهوري.
فهل أرادت من خلال إطلالتها أن تُعبّر عن عدم دعمها لهاريس مُرشّحة الحزب الديمقراطي الذي سبق أن رشّح زوجها جو بايدن للمُشاركة بالانتخابات الأميركية، قبل أن يُعلن هذا الأخير انسحابه لتحلّ مكانه؟.