أعاد ظهور السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني لأول مرة رسمياً، الأسبوع الماضي، عقب إصابته بتفجيرات البيجر التي هزت مناطق عدة في لبنان في سبتمبر الماضي، الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق إلى الواجهة.
فقد وشى تأكيد السفير أن زعيم حزب الله حسن نصر الله اتصل به بعد لحظات من الهجوم، إلى أن شبكة اتصالات حزب الله (الأرضية - السلكية) تمتد إلى داخل مقر السفارة الإيرانية التي تعد مبنى دبلوماسيا يتبع لبلد آخر، وفق ما اعتبر الخبير في التحول الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم.
كما أضاف أبي نجم بتغريدة على حسابه في "إكس"، اليوم الأحد، أن تصريح السفير الإيراني عن اتصال دار بينه وبين أمين عام الحزب السابق الراحل بعد الانفجارات يوضح أن الاتصال تم عبر الشبكة الأرضية الخاصة بالحزب.
واعتبر أن الشبكة اللاسلكية الخاصة بالحزب مخترقة بنسبة كبيرة، لاسيما أن عملية اغتيال نصر الله (28 سبتمبر) أتت بعد بضعة أيام من تفجيرات البيجر التي تمت في 17 سبتمبر، ويمكن أن تكون أحد أسباب جمع المعلومات.
كذلك تساءل: لماذا يجب أن تكون سفارة إيران وسفيرها بعملهما الدبلوماسي ضمن شبكة الحزب الأمنية للاتصالات ويملكون نفس الأجهزة التي تملكها القيادات الأمنية للحزب؟!
جاء هذا بعدما كشف السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني عن خطوة قام بها الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله يوم تفجير أجهزة البيجر. وقال في مقابلة مع الإذاعة الإيرانية، يوم الجمعة الماضي، إن أحد مرافقيه أخبره بأن نصر الله اتّصل للاطمئنان على صحّته بعد تعرضه للإصابة. وتابع: "لقد أخجلني كثيراً على الرغم من إصابة العديد من العناصر والمواطنين، إلا أنه اتصل للاطمئنان على سلامتي".
كذلك تحدّث عن اللحظات الأخيرة التي سبقت ضغطه على الزر وانفجار جهازه، لافتاً إلى أن الجهاز كان في مكتبه وتلقّى رسالة فيها صفارة خاصّة تختلف عن الصفارات السابقة. وأردف قائلا: "ظهرت عندي رسالة تقول لديك رسالة مهمّة اضغط على هذا الزر. كان جهاز النداء في يدي اليسرى وعندما ضغطت على الزر بيدي اليمنى حدث الانفجار".
غموض انفجارات البيجر
يشار إلى أن العديد من الغموض كان لف تفجيرات البيجر التي وقعت في عدة مناطق بلبنان بشكل متزامن في 17 سبتمبر، لاسيما أن الشركة التي استورد منها حزب الله 5000 من هذه الأجهزة لم تعرف على وجه التحديد، فيما أشارت أصابع الاتهام إلى خطة إسرائيلية استخباراتية محكمة أعد لها قبل سنوات.
وأصابت تلك التفجيرات التي تبنتها لاحقا إسرائيل، نحو 4000 شخص بجراح، وقتلت العشرات، بينهم العديد من عناصر حزب الله.
فيما مثل هذا الاختراق الأمني الذي وصف بالأكبر على الإطلاق ضربة مفاجئة للحزب، لاسيما بعدما تلته موجة تفجيرات أخرى في اليوم التالي (18 سبتمبر) طالت أيضاً أجهزة لاسلكي يستعملها عناصر حزب الله.
كما أتت تلك التفجيرات بعدما أفادت مصادر لبنانية مطلعة قبل أشهر (منذ يوليو الفائت) أن حزب الله بدأ باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، بهدف تفادي محاولات الاغتيال التي طالت عدداً من كبار قيادييه خلال الفترة الماضية.