يلتئم قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت من أجل عقد قمتهم الـ45 في الكويت، وسط ظروف إقليمية وعالمية مضطربة، فيما تذهب توقعات خليجية بأن تناقش أعمال القمة الموضوعات العسكرية والأمنية والاقتصادية، فضلاً عن تطورات الأحداث وتداعياتها على غرار الحرب في غزة، ولبنان، والأحداث في سورية، واليمن.
ويتطلع الخليجيون في إطار انعقاد أعمال القمة في الكويت إلى العمل بنتائجها لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، وترسيخ مسارات التنمية المستدامة، والأمن والاستقرار في خضم ما يحيط بالمنطقة والعالم، بجانب التأكيد على تعزيز الشراكات الاقتصادية، وتوسيع دائرة التحالفات، وتمتين أواصر الشراكة مع التكتلات العالمية، بما يعود بالنفع على دول المجلس.
"تطوير السوق الخليجية"
إلى ذلك، طبقاً لبيان نشرته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" فإن قمة الكويت 45 سوف تناقش آليات تطوير السوق الخليجية المشتركة، وتعزيز التعاون في التكنولوجيا، والتحول الرقمي، فضلاً عن مشروعات الربط البيني للبنى التحتية والطاقة، فضلاً عن ملفات سياسية ملحة.
البديوي: حققنا الكثير
في هذه الأثناء، أكد جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن دول المجلس تخطت في أربعة عقود العديد من المعوقات، وحققت الكثير من المكتسبات والإنجازات التي تجسد أوجه التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون، بفضل التوجيهات الحكيمة لقادة دول المجلس، إيمانًا منهم بالأهداف السامية لهذه المسيرة ولما فيه الخير والرخاء لشعوبهم، والحفاظ على أمنهم واستقرارهم، حسب قوله.
وقال: "يحق لنا بصفتنا خليجيين أن نستذكر بكل فخر واعتزاز ما شهده مجلس التعاون من إنجازات كبيرة ومشهودة في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات الإقليمية والدولية، التي تأتي ترجمة للتوجيهات السديدة من قادة دول المجلس، ودعم مسيرة التعاون لتحقيق تطلعات الشعوب الخليجية والعمل على مضاعفة المنجزات والمكتسبات وتوثيق الروابط الخليجية".
"الخليج محط أنظار"
وبيَّن الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم البديوي أن دول المجلس استطاعت أن تكون محط أنظار دول العالم، لعقد العديد من الشراكات، وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، لتعزيز التعاون في المجالات كافة.
في المقابل، يقول أول أمين عام لدول مجلس التعاون الخليجي، د. عبدالله بشارة، إن القيادة الحكيمة لدول مجلس التعاون على دراية ومتابعة للتطورات الإقليمية والدولية التي تفرض على دول المجلس اتخاذ القرارات اللازمة والمناسبة.
ويتفق معه في السياق ذاته أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت د. محمد الرميحي، إذ يقول: مجلس التعاون أنقذ على مدى 43 عاما المنطقة من منعطفات خطيرة منها الحرب العراقية - الإيرانية واحتلال وتحرير الكويت.
إلى ذلك، يبرز في الإطار الاقتصادي نجاح دول مجلس التعاون على مستوى التنويع الاقتصادي، عبر فتح أسواق جديدة لدول الخليج، وتوقيع اتفاقيات عدة للتجارة الحرة مع عدد من الدول، وانطلاق المفاوضات لتوقيع اتفاقيات مماثلة مع دول وتكتلات دولية أخرى، إذ يصل عدد الدول والمجموعات الاقتصادية الدولية التي يرتبط المجلس بعلاقات معها حالياً إلى 16 دولة ومجموعة.
"دول الخليج .. مستوى شراكات نوعية"
فيما استطاعت دول مجلس التعاون الخليجي تكثيف مستوى شراكاتها الاستراتيجية مع كبرى دول العالم، فضلاً عن إقامة مستوى من الحوارات لافت لتعزيز العلاقات مع تلك البلدان، فضلاً عن فتح آفاق جديدة لتوسيع مصالح دول الخليج في جميع المجالات، إذ يُجري المجلس حوارات منتظمة مع نحو 16 دولة ومنظمة إقليمية، أبرزها الولايات المتحدة، والصين، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والهند، والبرازيل، ورابطة دول الآسيان.
وفي الوقت ذاته، توطد دول الخليج علاقاتها بتكتلات نظيرة على غرار الاتحاد الأوروبي، إذ عقد التكتلان أعمال قمة خليجية - أوروبية حملت نقاطاً ومضامين لافتة تؤكد ضرورة مواصلة الحوار الإقليمي بين الجانبين، وذلك من أجل تعزيز الأمن والاستقرار، وبناء شراكة القرن الـ 21 الاستراتيجية.
شدد البيان الختامي لأعمال القمة الخليجية - الأوروبية على ضرورة الالتزام بمواصلة مفاوضات إعفاء الرعايا الخليجية من تأشيرة الشنغن، والتأكيد على استضافة السعودية للنسخة الثانية من القمة في عام 2026، والتأكيد على أهمية إطلاق حوار إقليمي بين الجانبين لتعزيز الأمن والاستقرار.
أكد البيان الختامي لأعمال القمة الخليجية - الأوروبية على ضرورة وقف النار في غزة ولبنان، فضلاً عن التشديد على أهمية حل الدولتين بصفته الطريق الوحيد لضمان السلام في المنطقة، فيما أدن القادة والرؤساء المشاركين في أعمال القمة التي شهدتها بروكسل الهجمات ضد المدنيين والبنى التحتية في قطاع غزة.