الإمارات نموذج رائد في رعاية الأسرة

تعتبر الأسرة اللبنة الأولى في صرح المجتمع، وهي المدرسة الأولى التي يكتسب فيها الفرد أبهى القيم والأخلاق، وتنشأ في رحابها تنشئة قائمة على المودة والحنان والعطاء والتسامح والحكمة، والتحلي بالهوية الوطنية وقيم المواطنة الصالحة، تنشئة سوية تنمي شخصيته، وتغرس فيه المهارات التي تمكّنه من مواجهة تحديات الحياة، والقيام بدوره المنشود في خدمة مجتمعه ونهضة وطنه.

ولكي تتحقق هذه الأهداف على أكمل وجه، تحتاج الأسرة إلى مقومات تمكنها من ذلك، تقوم على الوعي والرعاية والدعم والتمكين، وذلك مقصد شرعي ووطني، فقد قال ربنا تبارك وتعالى في التنويه بشأن الأسرة: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}، وأخبرنا سبحانه أن من صفات عباد الرحمن، أنهم يسعون لبناء أسرة طيبة تقر بها الأعين، فقال: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين}.

وقد اهتمت دولة الإمارات بالأسرة اهتماماً كبيراً، إيماناً منها بدورها المحوري في تنشئة الفرد والأجيال، والنهوض بالمجتمع في كافة المجالات، وباعتبارها الحصن الحصين من التحديات المتنوعة، وبالأخص في هذا العصر، الذي انفتحت فيه سماوات العولمة على مصاريعها، وتتجلى هذه الرعاية ابتداءً من الخطوة الأولى في طريق بناء الأسرة، بتشجيع الشباب والشابات على الزواج، وتوعيتهم وتثقيفهم، بما يحفزهم على ذلك، ويعينهم على حسن الاختيار، ويُمكنِّهم من حل المشكلات التي قد تواجههم في مستقبل حياتهم، بحكمة ورحمة، وتشمل صور الرعاية، إطلاق البرامج والمبادرات التي تعينهم على تكاليف الزواج، وتشريع القوانين، وإعداد السياسات التي تصب في بناء أسرة متماسكة مستقرة، وغير ذلك من جوانب الاهتمام.

والعناية بالأسرة أولوية تبنتها دولة الإمارات منذ تأسيسها على كافة الأصعدة، واستمرت في ذلك كسياسة وطنية مستدامة، تزخر بالمبادرات والبرامج المتواصلة، ومن أحدث ذلك، استحداث وزارة جديدة باسم «وزارة الأسرة»، والتي تعنى بإعداد وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات والتشريعات والمبادرات التي تصب في بناء أسر مستقرة ومتماسكة، محصنة من التفكك وآثاره السلبية، وتأهيل المقبلين على الزواج، وتشجيعهم لتكوين أسر مترابطة، وتعزيز دور الأسرة في التنشئة السليمة، وتكريس الهوية الوطنية، ونشر القيم والسلوكيات الإيجابية في المجتمع، وغير ذلك من الاختصاصات التي تخدم هذا الجانب.

وفي هذا الصدد، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله: «إن الاهتمام بالأسرة والحرص على توفير كل ما من شأنه تعزيز تماسكها وتمكينها من أداء دورها المحوري، يمثل أولوية رئيسة في برامج الحكومة وخططها، كونها مدرسة التربية الأولى، وأساس المجتمع القوي والمستقر»، وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «الأسرة هي النواة الصلبة التي يلتف حولها المجتمع، وهي الضامن لاستمرار تماسكه وقوة أفراده، والجميع من آباء وأمهات ومؤسسات وطنية، معني بدعم تكوين وتمكين الأسرة».

إن الاهتمام المتواصل من دولة الإمارات بالأسرة، نابع من اهتمامها ببناء الإنسان وتنميته، وسعادة المواطنين، وتحقيق الحياة الأمثل لهم، وأساس ذلك بناء الأسرة السعيدة المتماسكة، والتي تقوم على زوجين متحابين متفاهمين، وعلى ذرية طيبة صالحة، تنشأ على حب الوطن وازدهاره، ومتى ما تأسست الأسرة على قيم التراحم والتفاهم والتسامح، ساهم ذلك في بناء أجيال واعدة، مشبعة بالأخلاق العالية والقيم السامية، لينطلقوا في ميادين الوطن، بُناةً لنهضته، وحُماةً لأمنه واستقراره، وسفراء لمجتمعهم أينما كانوا، يعكسون عن وطنهم أبهى صورة، وعن أسرهم أجمل انطباع.

ومما ينبغي على الشباب والشابات أن يسهموا في دعم هذه المبادرات الوطنية، ويكونوا على وعي تام بأهمية دور الأسرة في حياتهم الشخصية، وعلى مستوى مجتمعهم ووطنهم، وما هو منوط بهم من تكوين أسرة متماسكة قائمة على الاحترام والمودة المتبادلة، بما يسهم في تماسك المجتمع وترابطه، وتعزيز قيمه الأصيلة، ورفده بأجيال طموحة، متحلية بالولاء والانتماء والطموح اللامحدود، في سبيل نهضة الوطن وازدهاره وريادته. إن دولة الإمارات نموذج رائد في بناء الإنسان، وسعادة الأسرة والمجتمع، بما يحقق الخير والرخاء والازدهار لأجيال الحاضر والمستقبل.

يقرأون الآن