شهدت السياحة في العراق خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً بفضل جهود الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني. وباختيار بغداد كعاصمة للسياحة العربية لعام 2025، أصبحت البلاد محط أنظار العالم العربي والدولي.
وتمثل هذه الخطوة إنجازاً بارزاً يُبرز التاريخ الغني والحضارة العريقة للعراق، كما يعكس نجاح السياسات الحكومية في تعزيز قطاع السياحة باعتباره ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.
واتخذ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عدة خطوات لتطوير السياحة منها وضع استراتيجيات متكاملة لتنشيط القطاع السياحي عبر تطوير البنية التحتية السياحية حيث أطلق برامج لإعادة تأهيل المواقع السياحية والأثرية، وتحسين الطرق المؤدية إليها، مثل إعادة تأهيل شارع المتنبي، وتجديد مناطق أثرية كـ بابل وأور، مع تعزيز الأمن من خلال تركيز الحكومة على ذلك في المناطق السياحية لضمان سلامة الزائرين، مما ساهم في زيادة أعداد السياح الدوليين والمحليين.
كما قامت الحكومة بترويج السياحة الثقافية والدينية، حيث يعتبر العراق من أبرز وجهات السياحة الدينية، ويستقطب ملايين الزائرين إلى العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وسامراء، مع إحياء التراث الثقافي من خلال دعم السوداني لمشاريع تعزز هوية العراق الثقافية، مثل المهرجانات الفنية والثقافية التي تُقام في بغداد والمدن الكبرى.
وقامت حكومة السوداني باستقطاب الاستثمارات السياحية حيث عملت على تقديم تسهيلات للمستثمرين المحليين والدوليين، مما شجع إنشاء فنادق ومنتجعات جديدة في المدن السياحية وتوقيع اتفاقيات مع شركات عالمية لتطوير القطاع الفندقي وتعزيز الخدمات السياحية.
اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية
ودعمت حكومة السوداني جهود عرض بغداد كوجهة سياحية متميزة من خلال تنظيم فعاليات ثقافية واسعة النطاق وإطلاق حملات تسويقية إقليمية ودولية للتعريف بالمدينة وتاريخها وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة للسياح العرب والأجانب.
التركيز على السياحة المستدامة
كما حرصت الحكومة على اعتماد سياسات سياحية تأخذ في الاعتبار حماية البيئة والمحافظة على التراث، مثل مشاريع الحفاظ على آثار العراق المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025
واختيرت مؤخرا بغداد عاصمة للسياحة العربية، حيث جاء هذا الاختيار وفق عدة معايير منها غنى بغداد بالمواقع الأثرية والتاريخية مثل المدرسة المستنصرية، وأسواقها العريقة مثل سوق السراي إضافة الى التنظيم المحكم للفعاليات الثقافية مثل معرض بغداد الدولي للكتاب ومهرجان بغداد عاصمة الثقافة فضلا عن التقدم الملحوظ في مستوى البنية التحتية والخدمات السياحية.
كما ان الفعاليات المصاحبة للاختيار تضمنت تنظيم مؤتمر عربي للسياحة في بغداد بحضور وزراء السياحة العرب، واستضافة مهرجانات فنية وثقافية ضخمة لإبراز التراث العراقي وإطلاق حملات تعريفية بالسياحة العراقية في وسائل الإعلام العربية والدولية.
وسيؤدي هذا الحدث المهم في عهد حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى ارتفاع أعداد الزوار الدوليين بنسبة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة وتحسين سمعة العراق اكثر كوجهة سياحية وثقافية في العالم العربي مع زيادة إيرادات قطاع السياحة، والذي سيساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني.
وانهت المنظمة العربية للسياحة مشاركتها باجتماع الدورة (27) للمجلس الوزاري العربي للسياحة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية معلنة اختيار مدينة بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، بعد اجتيازها للمعايير التي أعدتها المنظمة لاختيار عاصمة السياحة العربية.
وقال رئيس الوزراء في تدوينة على "اكس" تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع): إنه "نبارك للعراقيين جميعًا، اختيار المنظمة العربية للسياحة لعاصمتنا الحبيبة، بغداد الحضارة والتاريخ والثقافة، لتكون عاصمة السياحة العربية لسنة 2025".
وأضاف، "نتقدم بالشكر لكلِّ من أسهم في هذا الاختيار، فإننا نؤكد مضينا بالبرامج والمشاريع التي انطلقت بها حكومتنا، منذ بدء مهامها التنفيذية، في رفع مستوى الخدمات، وإعادة تحديث البنى التحتية في العاصمة، لتكون في مستوى يليق بها".
وتابع: "ما كان هذا ليتحقق لولا التضحيات العظيمة للعراقيين، والنصر الكبير على الإرهاب الذي أثمر استقراراً أمنيًّا ومجتمعيًّا، استثمرناه في تحسين صورة العراق الخارجية، والانفتاح بالعلاقات ضمن منهج الدبلوماسية المنتجة التي مثلت نقطة ارتكاز لحكومتنا في علاقاتها الدولية".
ووجّه الوزارات ومؤسسات الدولة كافة، "بالتعاون والتنسيق لإظهار بغداد بما يليق بها وبتاريخها وحضارتها ومكانتها الثقافية العريقة"، مشدداً "على ضرورة اضطلاع القطاع الخاص بدور أكبر في هذا الملف الحيوي والمهم، وأن تكون المناسبة فرصة لخلق المزيد من الوظائف والمنافذ الترفيهية والثقافية وتعزيز عوامل الجذب السياحي".
وتمثل جهود رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في تطوير السياحة نقطة تحول مهمة في مسيرة العراق نحو الاستقرار والتنمية باختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، أكد العراق على قدرته على استعادة مكانته الثقافية والتاريخية بين دول المنطقة.
ومع استمرار هذه الجهود، يُتوقع أن يشهد القطاع السياحي في العراق ازدهاراً أكبر خلال السنوات المقبلة، ليصبح رافداً مهماً للاقتصاد الوطني ومعززاً لدور العراق على الخارطة السياحية العالمية.