تعيش مدينة كوباني الكردية السورية الواقعة على الحدود مع تركيا، حالة إنسانية يصفها مسؤولون في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بأنها "صعبة"، وذلك على وقع التهديدات التركية المتكررة باجتياحها عسكرياً، علاوة على محاولات فصائل سورية مدعومة من أنقرة التقدم باتجاه هذه المدينة من جهة مدينة منبج منذ مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وأدت المواجهات العسكرية المستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصاراً بـ"قسد" وبين فصائل سورية مدعومة من تركيا إلى انقطاع المياه والكهرباء عن مدينة كوباني التي تُعرف أيضاً بـ"عين العرب" منذ يوم الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، وفق ما أفاد لـ"العربية.نت" مسؤولون من الإدارة الذاتية وبعض أهالي المدينة.
وحُرِم سكان مدينة كوباني من المياه والكهرباء جراء الاشتباكات المسلّحة التي تقع بالقرب من سد تشرين بين "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة والفصائل الموالية لأنقرة، حيث يغذّي هذا السد المدينة ومناطق أخرى تقع شرقي نهر الفرات وغربه بالمياه والكهرباء، وهو ما يجعل السيطرة على السد هدفاً رئيسياً لكلا طرفي النزاع.
وسد تشرين استغرق بناؤه على نهر الفرات حوالي 8 سنوات بين عامي 1991 و1999، وكانت الغاية الرئيسية منه هي توليد الكهرباء، وفق مواقع حكومية للنظام السابق الذي فرّ رئيسه بشار الأسد إلى روسيا عقب عملية عسكرية للمعارضة المسلّحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" انطلقت يوم 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وانتهت يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر بهروب الأسد.
ويقع هذا السد على بُعد 30 كيلومتراً من مركز مدينة منبج التي فشلت فيها هدنة بين قسد والفصائل الموالية لتركيا هذا الشهر عقب اتفاقٍ أميركي ـ تركي كان يقضي بخروج كافة المسلّحين من المدينة ووقف إطلاق النار والبقاء على إدارة مدنية من أهالي المدينة داخل منبج.
ويبعد سد تشرين عن الحدود التركية مسافة 80 كيلومتراً وعن مدينة حلب المحافظة التي يتبع إليها حوالي 115 كيلومتراً. ويبلغ حجم التخزين لبحيرة السد حوالي 1.9 مليار م3، وقد كلّف بناؤه قرابة ملياري دولار أميركي قبل حوالي 25 عاماً. ويتألف السد من ثلاثة أقسام رئيسية، وفق ما أورد موقع وزارة الموارد المائية.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد حذرت الشهر الجاري من "كارثة" جراء انهيارٍ محتملٍ للسد نتيجة الاشتباكات المسلّحة التي تشهدها تلك المنطقة منذ قرابة 3 أسابيع والتي لم تتوقف حتى الآن.