صحة

الوحدة قد تؤدي إلى أمراض خطيرة!

الوحدة قد تؤدي إلى أمراض خطيرة!

تُعتبر العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة من القضايا الاجتماعية والصحية التي تتزايد بشكل ملحوظ في العصر الحديث، خصوصًا مع التحول الرقمي السريع الذي يواجهه العالم.

وأظهرت الأبحاث التي أُجريت مؤخرًا من قبل منظمة الصحة العالمية أن مشاعر الوحدة باتت منتشرة بشكل واسع، حيث يعاني نحو 25% من كبار السن من العزلة الاجتماعية، في حين يشعر ما بين 5% و15% من الشباب بالعزلة والوحدة.

في إطار متابعة هذه القضية، توصلت دراسة جديدة إلى نتائج مثيرة تتعلق بكيفية تأثير مشاعر الوحدة والعزلة على صحة الإنسان من خلال العمليات البيولوجية التي تحدث في الجسم.

وكشفت الدراسة أن هناك بروتينات معينة في الجسم ترتبط بشكل كبير مع الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية، وهي نفسها التي تلعب دورًا في التفاعل مع الالتهابات الاستجابة للمناعة والفيروسات.

وذكرت الدراسة أن هذه البروتينات تشمل GFRA1 وADM وFABP4 وTNFRSF10A وASGR1.

واستند العلماء في دراستهم إلى بيانات تم جمعها على مدى 14 عامًا تقريبًا، تضمنت تتبع صحة المشاركين، فوجدوا أن أكثر من نصف هذه البروتينات مرتبطة بمشاكل صحية خطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، مرض السكري من النوع الثاني، السكتات الدماغية، وحتى الوفاة.

هذا يوضح بوضوح العلاقة بين العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة وبين التأثير السلبي على صحة الإنسان.

في المقابل، اقترح العلماء أن تعزيز الروابط الاجتماعية وتجنب الشعور بالوحدة قد يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة، حيث يمكن أن يقلل من مستويات البروتينات الضارة في الجسم، مما يساهم في تقليل المخاطر الصحية.

ولكن، بالرغم من هذه النتائج، أشار العلماء إلى أن البروتينات وحدها قد لا تكون العامل الوحيد وراء هذا الارتباط، بل ربما توجد عوامل أخرى مثل الضغوط الاجتماعية التي تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على الصحة.

وأكد الباحثون أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة لا يقتصر تأثيرهما على كبار السن فقط، بل يؤثران أيضًا على جميع الأعمار والفئات الاجتماعية.

وأشار الباحثون إلى أن العزلة الاجتماعية ليست مجرد مشكلة نفسية، بل تترتب عليها آثار صحية خطيرة تؤثر على العقل والجسد.

وأظهرت الدراسة أيضًا أن التفاعلات الاجتماعية تعد أمرًا حيويًا لصحة الإنسان ورفاهيته، فعلاقات الإنسان الاجتماعية تُسهم في تقليل مستويات التوتر، وتحسين ضغط الدم، وتقوية الجهاز المناعي، إضافة إلى تعزيز صحة الدماغ والوظائف الإدراكية.

وبناءً على هذه النتائج، شدد العلماء على أهمية بناء شبكة اجتماعية قوية ومتنوعة للحد من مخاطر الوحدة والعزلة.

تعتبر هذه الدراسة خطوة كبيرة نحو فهم الآثار البيولوجية الدقيقة للشعور بالوحدة والعزلة، وتساعد في تسليط الضوء على أهمية الروابط الاجتماعية في تعزيز الصحة العامة للإنسان.

يقرأون الآن