هل للشائعات مواسم؟.. يلفت نظرنا تزايد تلك الجريمة التى تلاحق المصريين، ويبدو لنا أن هناك موسما لها هو يناير من كل عام، حيث مازالت عقلية الإخوان، أو المتأخونين، تربط بين أحداث يناير 2011 وإمكان تكرارها مرة أخرى، وهذا لن يحدث، ومستحيل فى بلدنا. تقول الأرقام إن نسبة الأخبار المضللة، أو الشائعات، التى يتم بثها عبر السوشيال ميديا، خاصة من تويتر، تزايدت، ووصلت ذروتها العام الماضى، والتى قد بدأت فى عام 2021، وكانت نسبتها 15.2% مما ينشر، ثم ارتفعت إلى 16.7% عام 2022، ووصلت إلى 18.8% عام 2023، وتفوقت فى العام المنقضى أكثر من ذلك، حيث المتأخونون ينتهزون أى فرصة، وكانت أحداث سوريا بمثابة الفرصة الأنسب لهم للعودة بعلم، أو بجهل وفره النشاط الدعائى، مما يستلزم ليس من الإعلام المواجهة، بل الشارع، ويكفى أن نشير إلى أن الأوروبيين يواجهون تدخلات إيلون ماسك (الملياردير) فى كل شئون السياسة الأمريكية، حيث سيقود ما تُسمى "إدارة الكفاءة الحكومية"، منصب مستحدث فى إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة، وتمثل تدخلاته تحديا جديدا، ليس عبر تويتر، كما سموها، بل تصريحاته المسيئة، أو استخدام أمواله لتغيير الحكومات، فهو يشن حملة على الحكومة البريطانية العمالية، ويطالبها بإخراج متهمين من السجون، وآخرهم ستيفن ياكسلى، المناهض للهجرة والإسلام، ويقضى عقوبة 18 شهرا.
كما أثارت تدخلات ماسك وتويتر المستشار الألمانى (أولاف شولتز)، خاصة التصريحات المتنافرة التى وصف فيها الرئيس الألمانى بالطاغية، لكن أوروبا تتسلح بالهدوء لمواجهة التصريحات، والشائعات، والاتهامات (لغة ماسك، وأسلوب تويتر فى عصره الحالى)، كذلك يتخوف رئيس وزراء النرويج، البلد الهادئ، من إيلون ماسك، الشخصية الاستثنائية، والتى لا تقبل الاختلاف، ويبدو المشهد المرتبك فى واشنطن وأوروبا من ماسك وترامب، وانتشار الشائعات والتدخلات الخارجية، من أهم عناصر المواجهة فى عام 2025، فماذا نحن فاعلون تجاهها؟!.
الأهرام