خلال الساعات الماضية، انشغلت الأوساط السورية بأعمال تنظيف مجرى نهر بردى الأشهر الذي يخترق قلب العاصمة السورية دمشق متربعاً بين حاراتها.
وبينما كان خلال السنوات الماضية، مرتع نفايات يشتكي منه الكبير والصغير وكل ساكن بسبب حالته التي يرثى لها، بدأت فرق من الخوذ البيضاء بالتعاون مع الأهالي وشبان المنطقة بجر النفايات وتنظيف المجرى.
كما تداولت مواقع عبر فيسبوك، معلومات تفيد بأن أعمال التنظيف جاءت ضمن حملة "رجعنا يا شام"، وتهدف لتحسين مظهر العاصمة وتعزيز خدماتها.
وأظهرت مقاطع الفيديو عناصر الخوذ البيضاء والناس يجرون عربات التنظيف ويبعدون النفايات التي ملأت المجرى لسنوات.
عن هذا أفادت مصادر "العربية.نت"، بأن مجرى النهر كان كارثة للأماكن المحيطة به خلال السنوات الماضية، خصوصا وأن سلطات النظام القديم كانت تمنع الاقتراب منه.
وكشفت أن ضريراً كان ضحية قرار المنع هذا إذ وقع في المجرى قبل سنوات ولقى حدفه.
كذلك ذكرت أن واحداً من أفخم فنادق العاصمة المطل على المجرى ومن أمامه التكية السليمانية، كان قدّم طلباً للمحافظة قبل أشهر، لإيجاد حل لقذارة النهر بعد أن تضرر إلى حد كبير من الحشرات.
وعرض الفندق العمل على تنظيف المجرى كي يتفادى الضرر الناجم عن تراكم النفايات، فجاءه الجواب الصادم.
إذ قالت المصادر إن المحافظة منعت الفندق من الاقتراب بحجة أن مجرى النهر ضمن مشروع يعود للسيدة الأولى أي أسماء الأسد آنذاك، والمقصود به "مشروع مسار" الذي كان يشمل التكيّة السليمانية، التي تعد واحدة من أهم الآثار العثمانية في قلب العاصمة السورية دمشق، وسمّيت بذلك الاسم نسبة إلى السلطان العثماني سليمان القانوني.
ورغم ما تنطوي عليه من روعة معمارية ومدلول ديني إسلامي، إلا أن لعاب "الأمانة السورية للتنمية" التي كانت تديرها أسماء الأخرس زوجة الأسد، سال عليها بحجة الترميم، ما جعلها تجبر التجار على إفراغ محال عمرها عقود وتسليمها لها.
يذكر أن لغز ترميم الأثر التاريخي العثماني، الذي حل خيوطه تضارب تصريحات قبل سنوات،كان فجر فضائح عن فساد منظمة "الأمانة السورية للتنمية" التي تعود لزوجة الأسد.
أما حملة التنظيف، فلاقت إشادات واسعة وفرحة عارمة غزت قلوب السوريين، إذ انهالت تعليقات كثيرة على الفيديوهات المنتشرة، خصوصا وأنها غيرت تماما مظهر النهر الأشهر ليس فقط في دمشق بل في سوريا جمعاء والذي لطالما تغنّى به كبار الشعراء.