أفادت وكالة "بلومبيرغ"، بأن الارتفاع الهائل في السندات دون الدرجة الاستثمارية في الأسواق الناشئة أثار شهية المستثمرين نحو اثنين من أكثر الرهانات جرأة، وهما السندات الدولارية لفنزويلا ولبنان.
وبحسب الوكالة، يعاني كلا البلدين من أزمات اقتصادية خانقة، تشمل أزمات هجرة وتضخماً مفرطاً. كما أنهما غارقان في التعثر عن سداد الديون، ومن المتوقع أن يستغرق التعافي من هذه الأزمة أعواماً. ومع ذلك، بالنسبة للمستثمرين الساعين وراء فرص ربح أشبه بتذكرة يانصيب، فإن هذه السندات مغرية للغاية بسبب أسعارها الرخيصة بشكل لا يمكن تجاهله.
ونقلت عن مؤسس شركة "مانغارت كابيتال مانجمنت" (Mangart Capital Management) الذي يدير الاستثمارات في البلدين تأكيده أنه "عندما تكون أسعار السندات متدنية جداً، يشتري الناس لأنهم يرونها خياراً واعداً. هناك دول أخرى أعادت هيكلة ديونها مثل الأرجنتين التي أصبحت في وضع أفضل الآن، لذا يتجرأ المستثمرون ويقولون: لماذا لا؟".
وتضاعفت قيمة سندات لبنان بالفعل خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بينما وصف متداولو "جيه بي مورغان سيكيوريتيز" (JPMorgan Securities) سندات فنزويلا بأنها "الرهان الأقوى لعام 2025".
وبحسب الوكالة، يُعد الاستثمار في هذه السندات رهاناً طويل الأمد يعتمد على احتمالات حدوث تغييرات سياسية، مدعومة بتوقعات حول سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه فنزويلا، والتي قد تمهد الطريق لإعادة هيكلة محتملة للديون المتعثرة.
واوضح محلل الديون السيادية لدى شركة "جي إم أو" (GMO)، كارل روس، أن "أسعار السندات منخفضة للغاية، وعلى المدى المتوسط إلى الطويل قد تحقق عوائد جيدة". وأضاف أن "هناك أيضاً أسباب للتشاؤم، لكن خلال الأسبوعين الماضيين ظهرت بوادر للتفاؤل".
وشهد لبنان تطوراً إيجابياً هذا الشهر مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث أبدت مجموعة من حاملي السندات استعدادها لمناقشة إعادة هيكلة 30 مليار دولار من السندات الدولارية المتعثرة منذ عام 2020.
ورأت الوكالة أن هذا التطور عزز ارتفاع أسعار السندات اللبنانية المستمر منذ عدة أشهر، وارتفعت السندات المستحقة في عام 2035 من حوالي 6 سنتات على الدولار إلى 17 سنتاً تقريباً، وفقاً لأسعار استرشادية جمعتها "بلومبرغ".
وتتوقع مصارف "دانسك بنك" (Danske Bank) و"بيكتت أسيت مانجمنت" (Pictet Asset Management) و"بنك أوف أميركا" (Bank of America) أن تواصل أسعار السندات الارتفاع إلى ما لا يقل عن 20 سنتاً، مع احتمالية تحقيق المزيد في حال تنفيذ إصلاحات صعبة مأمولة.
وفي حال إعادة الهيكلة، يقدر زامبا قيمة استرداد السندات اللبنانية عند ما يزيد قليلاً عن 30 سنتاً.
من جانبه، توقع برونو جيناري، المحلل الاستراتيجي لدى شركة "كي إن جي سيكيوريتيز" (KNG Securities LLP) أن "تبذل السلطات الجديدة كل جهدها لتجنب أي صراعات مع إسرائيل أو حزب الله، مما يضع حداً أدنى للتقييمات عند حوالي 13 سنتاً للدولار".
في المقابل، يبدو الوضع أكثر غموضاً في فنزويلا، خاصة بعد أن نجح الرئيس نيكولاس مادورو في تمديد فترة حكمه لولاية ثالثة مدتها ستة أعوام، رغم وجود أدلة قوية على خسارته الانتخابات الرئاسية في تموز/ يوليو.
وارتفعت السندات الفنزويلية بشكل عام يوم الخميس، حيث حققت السندات المستحقة في عام 2027 مكاسب بنحو سنت واحد لتتجاوز 17 سنتاً على الدولار، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس، وفقاً لبيانات استرشادية جمعتها "بلومبرغ".