ذكر "معهد واشنطن" الأميركي، أن إيران تأوي فصيلي "زينبيون" الباكستاني و"فاطميون" الأفغاني في معسكرات يفترض أنها تابعة للحكومة العراقية، وهو ما يثير تساؤلات حول المساس بسيادة العراق وبموقف الحكومة الأميركية التي تصنفهما من المنظمات الإرهابية.
وأوضح التقرير الأميركي، أنه عندما انهار نظام بشار الأسد في سوريا في ديسمبر/كانون الأول، كان أحد الأسئلة المتعددة التي لم يتم الإجابة عليها هو ما الذي سيحدث للعدد الكبير من المقاتلين الشيعة الأفغان والباكستانيين في سوريا الذين يسيطر عليهم الحرس الثوري الإيراني وينتمون إلى "لواء فاطميون" و"لواء زينبيون".
وأشار التقرير إلى أن بعض أفراد "فاطميون" و"زينبيون" دخلوا في كانون الأول/ديسمبر الماضي، إلى العراق عبر منطقة القائم التي يسيطر عليها القيادي في الحشد الشعبي (اللواء 13) قاسم مصلح، وهي قوات ممولة من الحكومة العراقية.
وتابع التقرير؛ أن مصلح، بصفته رئيساً لقوات الحشد الشعبي المتمركزة في محافظة الأنبار، فإنه يتلقى الأوامر من قيادة عمليات الجزيرة، التي تديرها كتائب حزب الله المصنفة أميركياً منظمة إرهابية.
وبحسب التقرير فإن قيادة الحشد الشعبي وكتائب حزب الله استضافت مقاتلي "فاطميون" و"زينبيون" داخل مواقع في القائم كانت تستخدم في السابق كمراكز نقل للصواريخ الإيرانية وغيرها من العتاد في طريقها إلى سوريا ولبنان.
وتابع التقرير قائلاً إنه من المعتقد ايضا أن عناصر "فاطميون" و"زينبيون" يتواجدون ايضا في معسكر أشرف (المعروف أيضاً باسم معسكر الشهيد أبو منتظر المحمداوي) في محافظة ديالى.
وذكر بان هذه القاعدة التابعة للحشد الشعبي رسميا لسيطرة الحكومة العراقية، لكن تديرها منظمة بدر التي شكلتها إيران، والتي كان الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، يستخدمها لإيواء عناصر منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة.
ولفت التقرير إلى أن إسرائيل قصفت معسكر أشرف في العام 2019 بسبب وجود أنظمة صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية فيه.
من هي هذه الفصائل؟
وقال التقرير إن "لواء فاطميون" يتشكل أساساً من مقاتلين شيعة الهزارة الذين تم تجنيدهم من بين مجموعة كبيرة من المهاجرين واللاجئين الأفغان في إيران، وتم نشرهم في العام 2013 لدعم نظام الأسد في بداية الانتفاضة السورية، وكان الفصيل يشرف على طرق سلاسل التوريد المهمة للأسلحة والطائرات المسيرة وأجزاء الصواريخ وغيرها من التكنولوجيا من إيران إلى حزب الله في لبنان. ولفت إلى أن التقديرات تشير إلى أن عدد مقاتلي التنظيم في سوريا يتراوح بين 5 الاف و10 الاف مقاتل عندما سقط نظام الأسد.
أما "لواء زينبيون" فهو مؤلف من مقاتلين شيعة باكستانيين تم تشكيلهم من أجل حماية ضريح السيدة زينب في دمشق وتقديم الدعم لقوات نظام الأسد في اللاذقية وحلب ودمشق، في حين من المقدر أن عددهم حاليا بنحو 2500 الى 4 آلاف مقاتل.
هل تدعم حكومة العراق "إرهابيين"؟
ودعا التقرير الأميركي الحكومة الاميركية إلى التساؤل عن سبب قيام العراق، وهو بمثابة شريك اقتصادي للولايات المتحدة ومتلق كبير للمساعدات الأميركية، بتأمين السكن والدعم المادي الآخر لفصائل "إرهابية"، وهو ما يستدعي من واشنطن فرض عقوبات.
كما دعا التقرير واشنطن إلى السؤال عمن وافق على دخول هؤلاء المسلحين إلى العراق وسمح لهم بالبقاء، مذكراً بأن رئيس الوزراء هو من يتمتع دستورياً بتلك السلطة الشرعية، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وذكر التقرير أنه في هذه الحالة، فإن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إما أنه منح "الإرهابيين" الإذن للإيواء في العراق، أو أن هذه الخطوات قد تم اتخاذها من دون الحصول على موافقته، مضيفاً أن هذا الاحتمال ليس سيناريو أفضل لأنه يسلط الضوء على مدى محدودية سيطرته على البيئة الأمنية في العراق والتحركات عبر الحدود للميليشيات المدعومة من إيران وحلفائها.
وأضاف التقرير أنه لذلك "ينبغي لواشنطن أن تتساءل بصراحة: ايهما الاصح؟".
وختم التقرير بالقول إنه في حال "قررت بغداد رسميا استضافة (لواء فاطميون) و(لواء زينبيون)، فإن وجودهما إما أنه يمثل انتهاكاً للحظر الدستوري العراقي ضد الميليشيات غير الحكومية، وإما أنه يعكس موافقة حكومية على قيام إيران بنشر قواتها على الأراضي العراقية"، مضيفاً أنه يتحتم على واشنطن أن تسأل أي من هذه الاحتمالات هي الصحيحة.