صمود الفلسطينيين .. وصراع الأمتار الأخيرة

يواصل مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين زحفهم الأسطورى للعودة إلى بيوتهم، ومناطقهم الواقعة فى شمال غزة.. 3 أيام عصيبة بعد فتح محور نتساريم (مفرق الشهداء) من جانب الاحتلال مرت على هؤلاء البسطاء الصابرين المتحدين لكل الظروف التى فرضها العدوان والإبادة على القطاع، فهم يحتاجون بشكل عاجل إلى إدخال الخيام وكرافانات كبديل سريع للمساكن، لأنهم عند عودتهم لن يجدوا بيوتهم.

أعتقد أن المساعدات يجب أن تركز على تقوية هؤلاء الضحايا الناجين من إبادة الاحتلال الإسرائيلى حتى يستطيعوا الثبات على أرضهم، فمناطق الشمال، كما تشير كل الصور، وتقارير المراسلين، بلا بيوت تؤويهم، بعد أن تعرضت منازلهم، ومناطقهم لتدمير شامل بفعل القصف العشوائى، ولذلك إذا كنا سعداء بهذا الزحف الأسطورى لأبناء غزة فيجب مساعدتهم على الثبات فى الأرض، لأن هذا أقوى رسالة إلى الرئيس الأمريكى، واليمين الإسرائيلى المتطرف الذى احتفل بتهجير أهل غزة بعض الوقت، ويحلم بأن يتم ذلك على مدى طويل.

اليوم إسرائيل توقف عمل "الأونروا" لإغاثة اللاجئين (بدء تنفيذ قرارها إلغاء عمل المنظمة فى الأراضى المحتلة)، وأهلنا فى غزة تنقصهم أشياء كثيرة، حيث تشير التقارير إلى أن هناك 135 ألف أسرة تحتاج إلى توفير الخيام، والمستلزمات الأساسية، كما أن قطاع غزة خالٍ تماما من الوقود، ودخول المحروقات والخيام مع شاحنات المساعدات ضرورة حياة للغزاويين، وفى هذا المقام فإننى أحيى أكثر من 300 ألف شخص تمكنوا من العودة إلى مدينة غزة، ويتبقى 650 ألف فلسطينى آخرين فى طريقهم إلى هناك، وإذا كانت العودة صعبة، وشاقة، فإنها حتمية لحماية قطاع غزة من المتربصين به.

وأخيرا، فإن تمسك الفلسطينيين بأرضهم يحتاج إلى كل أنواع الدعم العربى القوى، ويجب أن يحصلوا عليه الآن فى مواجهة طواغيت العسكرية الإسرائيلية، وتغول التصريحات الأمريكية الرئاسية التى ترفض الاعتراف بحقوق الفلسطينيين المشروعة الذين يصارعون فى الأمتار الأخيرة ليصلوا، ويفرضوا على أمريكا وإسرائيل الاعتراف بحقوقهم، وأن يُسلم نيتانياهو أمام الرئيس الأمريكى فى اجتماعه المقبل بواشنطن بحق الفلسطينيين فى قيام دولتهم، وعاصمتها القدس الشريف.

الأهرام

يقرأون الآن