وهذا اكتشاف رائع لأنه يمكن أن يؤدي إلى التوصل إلى علاجات دقيقة قائمة على المناعة للرجال من جميع الأجناس المصابين بسرطان البروستاتا العدواني والمتقدم، ففي الدراسة الجديدة، أظهر الباحثين أن أورام الرجال السود والرجال من أصل أفريقي كانت تحتوي على نسبة متزايدة من خلية مناعية خاصة تسمى خلايا البلازما مقارنة بأورام الرجال البيض،
وقد وجد الباحثين بقيادة (الدكتور إدوارد شيفر) رئيس قسم المسالك البولية في كلية الطب بجامعة نورث وسترن أن هذه الزيادة في خلايا البلازما مرتبطة بتحسين احتمالية البقاء على قيد الحياة لدى مرضى السرطان بعد الجراحة، وتحديد خلايا البلازما كمحركات محتملة للاستجابة المناعية لسرطان البروستاتا. وقد قال الدكتور شيفر: " إذا كان لدى أورام البروستاتا السرطانية لدى الرجل العديد من خلايا البلازما، فهي تعني تحسينا في فرص النجاة من السرطان. كما وتشير دراستنا إلى أن خلايا البلازما هذه مهمة في الاستجابة المناعية البشرية للسرطان ". على الرغم من أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن الرجال السود المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم قد تحسنت نتائج بقائهم على قيد الحياة بعد استخدام العلاج المناعي، لم تكن هناك طريقة للتنبؤ بأن أي من المرضى الأفراد، سواء كانوا من السود أو البيض، المصابين بسرطان البروستات قد يستجيبون بشكل أفضل لأدوية العلاج المناعي من غيرهم، وقد استكشف فريق الدكتور شيفر هذا الأمر من خلال تحليل جينومات 1300 عينة من الأورام السرطانية مختلفة الأعراق والتي تم فصلها بأنها محددة وراثيا أم طبيعية، حيث وجدوا أن خلايا البلازما في أورام الرجال السود كانت أكثر من أورام الرجال البيض في المتوسط. والجدير بالذكر أن هذا لم يكن هذا الاكتشاف فريدا بالنسبة للرجال السود، فقد أظهرت الدراسة أنه في بين جميع الرجال الذين لديهم مستويات مرتفعة من خلايا البلازما في أورامهم السرطانية، كان هناك تحسن في النجاة من السرطان بعد الجراحة. يقول المؤلف الأول للدراسة، الدكتور آدم وينر، وهو طبيب المسالك البولية في جامعة نورث وسترن: " تأتي هذه النتائج في وقت يكتشف فيه الباحثون أن خلايا البلازما قد تلعب دورا أكبر في العلاج المناعي للسرطان مما كان يعتقد سابقاً، وقد يساعد اختبار خلايا البلازما في سرطان البروستاتا في تحديد الرجال الذين سيستفيدون من العلاجات القائمة على المناعة بشكل أكبر من غيرهم ". تجدر الإشارة إلى أن سرطان البروستاتا يعتبر ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين الرجال الأمريكيين، مع تشخيص ما يصل إلى 175000 حالة جديدة سنويا وحوالي 32000 حالة وفاة، كما أن شدة أعراض سرطان البروستاتا والوفيات الناتجة عنه كانت أكبر بحوالي الضعف بين المرضى من أصل أمريكي-أفريقي.
المصدر: مجلة MedicalXpress