كشفت دراسة حديثة أن اتباع النظام الغذائي القائم على عصائر الخضروات والفواكه، حتى لو استمر لـ 3 أيام فقط، قد يسبب تغييرات في بكتيريا الأمعاء والفم ترتبط بالتهابات وتدهور في الإدراك.
ويتطلب النظام الغذائي المعروف باسم "تطهير العصير" أو "صيام العصير"، من الشخص تناول عصائر الفواكه والخضروات فقط، مع الامتناع عن الطعام الصلب، وهو يستخدم عادة لفترة تتراوح بين يومين إلى سبعة أيام بهدف "إزالة السموم" من الجسم.
وشملت الدراسة التي أجراها علماء من جامعة نورثوسترن ثلاث مجموعات من البالغين الأصحاء.
وتناولت مجموعة واحدة العصير فقط، بينما تناولت مجموعة أخرى العصير مع الأطعمة الكاملة، وأما المجموعة الثالثة فقد تناولت الأطعمة النباتية الكاملة فقط.
وتم جمع عينات من اللعاب والبراز ومسحات من الخد قبل وأثناء وبعد النظام الغذائي لتحليل التغيرات البكتيرية.
كما أظهرت نتائج الدراسة أن مجموعة العصير فقط شهدت زيادة كبيرة في البكتيريا المرتبطة بالتهاب الأمعاء، بينما كانت التغيرات البكتيرية في مجموعة الأطعمة النباتية الكاملة أكثر إيجابية.
أما مجموعة العصير مع الأطعمة الكاملة، فشهدت تغييرات أقل حدة في البكتيريا مقارنةً بمجموعة العصير فقط.
وأشارت الدراسة إلى أن شرب العصير دون الألياف قد يخل بتوازن الميكروبيوم في الأمعاء، مما يؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد مثل الالتهابات وتدهور صحة الأمعاء.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، ميليندا رينغ، إن "تناول كميات كبيرة من العصير مع القليل من الألياف قد يؤدي إلى اختلالات في الميكروبيوم، وهو ما قد يؤثر سلباً على صحة الأمعاء والفم".
وأوضحت الدراسة أن العصير يزيل جزءًا كبيرًا من الألياف الموجودة في الفواكه والخضروات الكاملة، وهي الألياف التي تغذي البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
وبدون هذه الألياف، تتكاثر البكتيريا الضارة المحبة للسكر، مما يخل بتوازن الميكروبيوم. كما أن محتوى السكر العالي في العصير يعزز نمو هذه البكتيريا الضارة.
وأظهرت الدراسة أيضًا أن النظام الغذائي القائم على العصير فقط يؤثر بشكل كبير على الميكروبيوم الفموي، حيث تم ملاحظة انخفاض في بكتيريا Firmicutes المفيدة وزيادة في بكتيريا Proteobacteria، التي ترتبط بالالتهابات.
وأشارت رينغ إلى أن هذه التغيرات السريعة في الميكروبيوم الفموي تشير إلى تأثير النظام الغذائي على الصحة العامة.
ودعت إلى مزيد من الأبحاث حول تأثير صيام العصير والأنظمة الغذائية الأخرى على الميكروبيوم، خاصة للأطفال الذين قد يستهلكون العصائر كبديل للفواكه.