توفّر دراسة جديدة قائمة على الملاحظة في المختبر رؤى مفصلة حول أسباب الحمى مجهولة المنشأ (FUO) في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.
بالتعاون مع علماء من غينيا وسلوفاكيا، قام باحثون من المركز الألماني لأبحاث العدوى (DZIF) في جامعة شاريتيه برلين، بفحص 550 مريضًا من غينيا كانوا يعانون من حمى مستمرة خلال تفشي وباء إيبولا الرئيسي في عام 2014، لكن نتائج فحصهم للإيبولا كانت سلبية.
وهدفت الدراسة التي نشرتها مجلة The Journal of Infectious Diseases إلى استخدام طرق تشخيصية حديثة لفهم أفضل للأمراض المعدية الكامنة.
ومن المعروف أن الحمى تعد عرضًا شائعًا للعديد من الأمراض، بما في ذلك العدوى والسرطان وأمراض المناعة الذاتية، وعندما لا يتمكن الأطباء من تحديد سبب الحمى المستمرة رغم الفحوصات المكثفة، تُصنف على أنها "حمى مجهولة المنشأ".
وفي إفريقيا جنوب الصحراء، غالبًا ما يُشتبه في أن الملاريا هي السبب ويتم علاجها دون فحوصات إضافية، لكن الدراسة الجديدة أظهرت أن 90 مليون حالة دخول للأطفال إلى المستشفيات سنويًا في المنطقة بسبب حمى ناجمة عن عدوى أخرى غير الملاريا، غالبًا ما تكون بكتيريا أو فيروسات متنوعة.
وباستخدام تقنيات متقدمة مثل PCR والتسلسل عالي الإنتاجية، اكتشف الباحثون مسببًا مرضيًا واحدًا على الأقل في 275 من أصل 550 مريضًا.
وبجانب طفيلي الملاريا، تم اكتشاف بكتيريا مسببة للأمراض مثل السالمونيلا وكليبسيلا في حوالي خُمس المرضى، مما يشير إلى ارتفاع معدل مقاومة المضادات الحيوية.
كما تم اكتشاف فيروسات مثل الحمى الصفراء، لاسي، وإيبولا في نحو 6% من المرضى باستخدام تقنية RT-PCR. ومن اللافت أن فيروس أورونغو، وهو مسبب مرض غير معروف، تم اكتشافه أيضًا بين المرضى.
وتظهر نتائج هذه الدراسة الحاجة الملحة لتعزيز القدرات المخبرية في إفريقيا جنوب الصحراء.
كما يشير الباحثون إلى أن الكشف المبكر عن الأسباب المعدية للحمى مجهولة المنشأ أمر بالغ الأهمية لتقديم رعاية صحية فعالة وللإستجابة الفعّالة للتفشيات المستقبلية.