أكدت وزارة الخارجية الايرانية، اليوم الاثنين، أن "التقارير الإعلامية بشأن ضبط شحنة عسكرية إيرانية الصنع كانت متجهة إلى اليمن، لا أساس لها من الصحة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، إن هذه التقارير باطلة وتصب في إطار خلق أجواء سلبية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية تزامنا مع زيارة المسؤولين الأميركيين إلى المنطقة".
وأشار بقائي إلى أنه "الجمهورية الإسلامية الإيرانية "ليس لديها أي وجود عسكري في اليمن"، مؤكدا أن "الأسلحة المتوفرة في هذا البلد ليس لها أي صلة بإيران".
ورفضت إيران، في وقت سابق، اتهامات أميركا لها بشأن اليمن، واصفةً هذه المزاعم بأنها "باطلة ولا أساس لها".
وخلال جلسة إحاطة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، زعمت نائبة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، أن إيران توفر الدعم المالي والعسكري لجماعة "أنصار الله" اليمنية، مما يمكنهم من شن "هجمات على البنية التحتية المدنية" واستهداف السفن الحربية الأمربكية، بحسب قولها.
وفي رسالة وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، شددت البعثة الإيرانية على أن "واشنطن تسعى إلى التغطية على تواطئها في الجرائم الإسرائيلية من خلال تحميل إيران مسؤولية التوترات الإقليمية"، وفقا لوكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية.
وأشارت الرسالة إلى أن "أميركا، على عكس إيران، تقدم دعما عسكريا وماليا واسع النطاق للنظام الإسرائيلي لمواصلة عدوانه ضد الشعوب المضطهدة في المنطقة، بينما تلتزم إيران بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن".
وأكدت طهران موقفها الثابت إزاء الأزمة اليمنية، مشددة على أن الحل يجب أن يكون عبر "عملية سياسية شاملة" تحترم استقلال اليمن وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه.
وخلال الأشهر الأخيرة، شنت أميركا وبريطانيا وإسرائيل هجمات على اليمن، في انتهاك صارخ لسيادة البلاد والقانون الدولي، وجاءت هذه الضربات ردا على العمليات العسكرية التي نفذتها "أنصار الله" تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الهجوم الإسرائيلي.
وأوضحت البعثة الإيرانية أنه "منذ اندلاع الأزمة اليمنية، دعت إيران إلى وقف فوري للعدوان، ووقف إطلاق النار، وإطلاق حوار جاد بين الأطراف اليمنية، للتوصل إلى حل سلمي بعيداً عن التدخلات الأجنبية".
كما أكد البيان الإيراني أن "مستقبل اليمن يجب أن يحدده شعبه"، مشددا على أن تحقيق السلام الدائم لا يمكن أن يتم إلا عبر "الدبلوماسية، واحترام السيادة الوطنية، والالتزام بالقانون الدولي، وليس من خلال التدخلات العسكرية أو الادعاءات الزائفة".
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 35 مليون نسمة، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب تقارير الأمم المتحدة.