دولي

ترامب وزيلينسكي في مأزق وأوروبا تتأهب...وبوتين أكثر الفرحين

ترامب وزيلينسكي في مأزق وأوروبا تتأهب...وبوتين أكثر الفرحين

لا شك أن أكثر الفرحين بتلك المشادة النارية التي اندلعت أمس في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هو "سيد الكرملين".

فقد قدم هذا الشجار العنيف بين الحليفين خدمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد عبرت عنها عدة مواقف صدرت لاحقا من قبل مسؤولين روس.

إذ وصف كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي وأحد المفاوضين الروس في المحادثات الروسية الأميركية التي عقدت في 18 شباط/فبراير في السعودية، في منشور على منصة إكس، المشادة "بالتاريخية".

في حين اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أنه كان من المعجزة عدم ضرب ترامب ونائبه جيه.دي فانس لزيلينسكي.

أما الدول الأوروبية، فقد تداعت من أجل إعلان دعمها للحليف الأوكراني، ولعل نظرة بسيطة على حساب زيلينسكي في منصة إكس كفيلة بإعطاء صورة كافية عن الأمر. فقد عج حسابه بعبارات الشكر لكل مسؤول أوروبي تضامن معه.

فيما أكد مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن ما "حصل شكل صرخة استيقاظ". واعتبر أن العلاقة السابقة مع الولايات المتحدة انتهت، ما يستدعي من الآن فصاعدا الاعتماد على النفس، وفق ما نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

كما أردف قائلاً في عبارات تشبيهية "أباؤنا على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي طردونا للتو من منزل العائلة وقطعوا مخصصاتنا وحرمونا من الميراث".

لكن بعيدا عن كل هذا الصخب أو أسباب المشادة غير المسبوقة، يبقى الأكيد أن كلا من ترامب وزيلينسكي باتا في مأزق الآن.

إذ أضحى الرئيس الأميركي الذي طالما تغنى بأنه قادر على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في أيام، يواجه مهمة معقدة، إن لم تكن مستحيلة.

كما بات أمل استرجاع بلاده جزءا من الأموال الطائلة (250 مليار) التي دفعتها إلى كييف، لدعمها بمواجهة القوات الروسية، ضئيلا، بعد فشل التوقيع على صفقة المعادن الذي كان مقررا أمس قبل فورة الغضب هذه.

أما زيلينسكي ففي وضع لا يحسد عليه على الإطلاق، إذ أكد بلسانه أمس أنه من دون دعم الولايات المتحدة لن تستطيع بلاده الصمود.

أمام هذا المشهد، يبدو أن الوضع تعقد بشكل كبير، بانتظار أن تدور العجلات الدبلوماسية مجددا، ويلتقي عقلاء من الجانبين من أجل رأب صدع العلاقة التي مزقت أمس تحت توبيخ ترامب وعلى مرأى من الصحافيين ومراسلي البيت الأبيض.

يقرأون الآن