لبنان

هل ينجح لبنان في انتزاع التلال الخمسة من "فم القرش"؟

هل ينجح لبنان في انتزاع التلال الخمسة من

ترى أوساط مطلعة أن اسرائيل، التي كان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو المسؤول الوحيدَ الذي مرّ لقاؤه بالرئيس دونالد ترامب بسلاسةٍ وكأنه كان في بيته (الأبيض) في دلالةٍ على التماهي الكامل في الرؤية والأهداف بين الجانبين، تمارس في غزة وسورية (جنوبها) استراتيجياتٍ تعكس تَصلُّباً أبعد من كونه لرفع السقوف وتحصيل المكاسب، ويَشي بأنه لتعميق التحولات الجيو - سياسية على حساب القضية الفلسطينية، وبهدف تكريس ضمور إيران ومحورها، في الوقت الذي يعكس تطبيقُها اتفاق وقف النار مع لبنان بنسختها أنها ليست في وارد أي تَهاوُنٍ مع حزب الله أو الدولة اللبنانية في ما خص إنهاء وضعية السلاح خارج الشرعية، جنوب الليطاني وشماله وفق ما ورد في "الراي" الكويتية.

وترى هذه الأوساط أنّ عدم كبْح جماح اسرائيل في غزة وحيال القطاع، وهو المتوقَّع، سيَعْني المزيدَ من إظهار التفوّق في تنفيذ اتفاق 27 نوفمبر مع لبنان، وتَصعيب مهمة بيروت في استعادة التلال الخمس وأخواتها، رغم الاقتناع بأن بقاء هذه النقاط تحت الاحتلال لم يَعُدْ يقاس في تداعياته بإمكان أن يستخدمه حزب الله لتبرير مشروعية مقاومته، على غرار ما حصل مع مزارع شبعا عقب تحرير العام 2000، أولاً لأنّ موقف الدولة اللبنانية أَعْلى دورَها ومسؤوليتها في الحرب والسلم وفي إطلاق مسار حصر السلاح وإن ضمن إطارٍ ملبْنن، وثانياً لأنّ الحزب هذه المرة صار وجهاً لوجه مع اسرائيل التي نأى بنفسه عن مواجهتها منذ اتفاق وقف النار والتي أطلقت يدَها في التحرك في الأجواء اللبنانية حتى تحقيق الهدف (بإنهاء سلاحه) وسيكون أي تلويح بالمقاومة ضدّها على طريقة الوقوع بين فكيّ القرش.

ولا تُسقط الأوساط من حسابها أن تكون التلال الخمسة، التي أعلنت اسرائيل أنها تلقت موافقة أميركية على البقاء فيها، باتت ذات أهمية كبيرة لتل ابيب تفوق البُعد العسكري، في ظل اعتقادٍ أنها ستبقى ورقة ضغط لضمانِ تنفيذ لبنان اتفاق 27 نوفمبر كاملاً في ما خص حزب الله وسلاحه وأيضاً لربْط بيروت في النهاية بمسارِ حلولٍ مستدامة، تطبيعاً كما ترغب تل ابيب، أو عودة إلى اتفاق الهدنة كحدّ أقصى يمكن بلاد الأرز أن تسير به، وهو ما يعكس الصعوبات التي تعترض الخيار الديبلوماسي للبنان لاسترجاع أراضيه ولو عبر صيغ خلاقة لمشكلة التلال تشارك فيها دول غربية بحسب "الراي" الكويتية.

يقرأون الآن