قضي الأمر، ولا إرجاء لأول استحقاق انتخابي للعهد، والمتمثّل بالانتخابات البلدية والاختيارية، ومن المفترض أن تتم دعوة الهيئات الناخبة من قبل وزير الداخلية أحمد الحجار في الساعات المقبلة. وبعدما كانت الحركة الانتخابية خجولة نوعاً ما في مختلف المناطق، ستزداد تزخيماً وحماوة في الأسابيع المقبلة، فالانتخابات باتت مؤكدة بعد 61 يوماً. وهو استحقاق انتظره الناخبون 9 سنوات، بعد التمديد ثلاث مرات آخرها كان في الجلسة التشريعية التي عقدت في أيار 2024.
حضر الحجار جلسة لجنة الدفاع والبلديات برئاسة النائب جهاد الصمد أمس، وسمع من النواب إصرارهم على إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده، من دون أي تأجيل أو تمديد، وأكد بدوره الجهوزية لهذه المهمة، ولا مشكلة بتمويلها، لأن الاعتمادات المرصودة لها مؤمّنة وتبلغ 11 مليون دولار والمبلغ كافٍ لتنظيمها.
ووفق المعلومات، لم تكن هناك وجهات نظر مختلفة في الجلسة، إنما تخللها بعض الاستفسارات، على غرار إمكانية إجراء الانتخابات في يوم واحد، وإمكانية تأجيلها لأسابيع أو لأشهر. فأوضح وزير الداخلية للنواب، أن الانتخابات ستتم قبل نهاية ولاية المجالس البلدية الممددة حتى نهاية أيار المقبل، وستكون على 4 مراحل، وسيُصدر جدولاً في وقت لاحق، يحدد أي محافظة ستنتخب في أيام الآحاد الـ 4 من شهر أيار، وهي 4 و11 و18 و25 منه.
بعد هذا التأكيد لم يكن من ضرورة لمزيد من التساؤلات من قبل النواب الذين بدأ عدد منهم وخلال الجلسة، إرسال رسائل نصّية وعبر الواتساب لمخاتير ورؤساء بلديات حاليين ومرشحين محتملين بالاستعداد للمعركة.
في النقاشات، طرح السؤال عن مصير الانتخابات في القرى المتضررة من العدوان الاسرائيلي والتي يبلغ عددها 37 بلدة. وفي هذا السياق، تشير معلومات "نداء الوطن" إلى أن نواب حزب الله و حركة أمل اقترحوا إجراء الانتخابات في القرى نفسها، كإشارة لحضور الدولة بأجهزتها ومؤسساتها وكرسالة صمود وتمسّك للجنوبيين بأرضهم. ووفق المعلومات، فقد أكّد النواب الذين يمثّلون مختلف التوجهات من كتل ومستقلّين ضرورة اقتراع الجنوبيين لمجالسهم البلدية والمخاتير بعد شهرين، أما حصول العملية في القرى نفسها أم في مراكز أخرى، فمسألة لوجستية ستقررها وزارة الداخلية، ويتخذ القرار بشأنها حكومياً.
الصمد والعهد الجديد
وفي هذا السياق، يقول رئيس لجنة الدفاع والبلديات النائب جهاد الصمد لـ "نداء الوطن": لقد تحرّكنا انطلاقاً من أن هذا الاستحقاق يجب أن يحصل في وقته على كامل الأراضي اللبنانية، لا سيما أننا في الأشهر الأولى من العهد الجديد والأسابيع الأولى من حكومة كاملة المواصفات. وقد أكد وزير الداخلية على طاولة اللجنة أن الاستعدادات المالية واللوجستية جاهزة. ولمسنا أن الوزير يقوم بعمله بشكل متواصل لإتمام الاستحقاق، لذلك ستحصل الانتخابات البلدية في شهر أيار، ما لم تحصل قوة قاهرة لا سمح الله”.
تاريخياً، جرت أول انتخابات بلدية شاملة في العام 1963، وقد بلغ عدد البلديات في حينه 339 بلدية. وفي العام 1998، جرت الانتخابات البلدية للمرة الثانية حيث بلغ عدد البلديات 700، وارتفع العدد في ثالث انتخابات في العام 2004 إلى 904 بلديات، ليصبح في رابع انتخابات في العام 2010 ، 964 بلدية. أما في استحقاق 2016، فاختار اللبنانيون ممثليهم في 1055 بلدية. وفي استحقاق 2025، ستجرى الانتخابات في 1064 بلدية، ما لم يستحدث وزير الداخلية بلديات جديدة في الأسابيع المقبلة.