اعتبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية وتحركات القوات الجديدة في المنطقة تشكل "استفزازا واضحا"، محذرا من أن استراتيجية تل أبيب تعتمد على إضعاف الدول العربية والإسلامية وجعلها غير قادرة على الدفاع عن حدودها.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن فيدان قوله إن "إسرائيل ترى كل دولة عربية وإسلامية تهديدا، وهذا أمر خطير للغاية"، مشيرا إلى أن تحركاتها العسكرية في سوريا تزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة.
في سياق منفصل، جدد فيدان موقف بلاده الرافض لاستمرار نشاط قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا، والتي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية أبرز مكوناتها، قائلا إن "القوات يجب أن تحل نفسها وتطرد مقاتليها غير السوريين من البلاد، وإلا ستواجه خطر العمل العسكري التركي المتجدد".
ولفت الى أن نحو 2000 مقاتل من عناصر قوات سوريا الديمقراطية ينتمون لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية، مؤكدا أن تركيا "لا يمكنها السماح باستمرار هذه القوات على حدودها".
وأوضح فيدان أن بلاده تمنح الحكومة السورية الوقت للتعامل مع قوات سوريا الديمقراطية، لكنها في الوقت ذاته تدفع نحو خطة لتطوير تحالف إقليمي لمحاربة الجهاديين كبديل للمهمة التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا.
وتابع: "نريد دحض الرواية القائلة إن المسلحين بقيادة الأكراد ضروريون لمنع عودة تنظيم الدولة"، مشيرا إلى أن القوات التركية قد تسيطر على معسكرات وسجون تديرها قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا إذا تم التوصل إلى برنامج إقليمي مشترك.
وأعرب فيدان عن أمل بلاده في أن يسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب القوات الأميركية من سوريا، مشددا على أن "رهان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على تنظيم إرهابي ضد آخر لم يكن فكرة صائبة".
وتسعى أنقرة من خلال خطتها الإقليمية إلى إنشاء تحالف يضم دول المنطقة لمحاربة التنظيمات المتطرفة، في محاولة لتقليل الاعتماد على القوات الكردية في مواجهة تنظيم "داعش".