كشفت صحيفة "حرييت" التركية، اليوم الاثنين، عن تفاصيل اجتماع سري جرى في محافظة الرقة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مشيرة إلى تورط أطراف دولية، بينها إيران، في هجمات فلول النظام المخلوع في منطقة الساحل السوري.
ووفقاً للتقرير الذي أعده الصحافي المقرب من الحكومة التركية عبد القادر سيلفي، فقد تم التخطيط للأحداث الأخيرة في الساحل السوري، خاصة في اللاذقية وطرطوس، خلال اجتماع عُقد يوم الاثنين 3 آذار/مارس الجاري في مدينة الرقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماع حضره ممثل عن القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، وممثل عن حزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، وممثل عن إيران، بالإضافة إلى ضابط من جيش النظام السوري المخلوع وممثل عن محافظة السويداء.
وكشف التقرير أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية تعمل على إعادة تنظيم جنود سابقين في جيش النظام المخلوع كانوا يشغلون مناصب بارزة، وذلك بهدف خلق حالة من الفوضى داخل البلاد.
وأضافت الصحيفة أن الاجتماع جاء قبل أيام من اندلاع الأحداث في الساحل السوري، والتي دفعت البعض إلى التساؤل حول احتمال عودة سوريا إلى دوامة الحرب الأهلية بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
واستعرض التقرير أن الاجتماع في الرقة ضم أطرافاً ذات مصالح متضاربة، لكن بدا أن هناك تنسيقاً بين هذه الأطراف لزعزعة الاستقرار في سوريا وإضعاف الدولة الجديدة.
وتطرقت الصحيفة إلى أن الأحداث الأخيرة أظهرت أن إسرائيل تعمل على تأجيج الأوضاع في سوريا من خلال دعم جماعات درزية، بينما تسعى إيران لخلق اضطرابات عبر العلويين، في حين تواصل الولايات المتحدة دعم قوات سوريا الديمقراطية للحفاظ على نفوذها في المنطقة.
وفي ختام التقرير، أكدت الصحيفة أن سوريا تواجه خطر الدخول في صراع جديد إذا لم تتمكن الحكومة من استعادة الأمن والاستقرار، وشددت على ضرورة اتخاذ خطوات سياسية عاجلة، مثل تسريع العمل على دستور جديد وإجراء انتخابات لتشكيل حكومة منتخبة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأيام الأخيرة شهدت توترات أمنية غير مسبوقة في محافظات اللاذقية وطرطوس، بعد هجمات منسقة شنها عناصر موالون للنظام المخلوع، ما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين في صفوف قوات الأمن والمدنيين.
كما وثقت تقارير وقوع انتهاكات ميدانية وإعدامات طالت مدنيين في مناطق الاشتباك، ما دفع الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في ملف الانتهاكات، إضافة إلى تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي في البلاد.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الدفاع السورية عن انتهاء العملية العسكرية ضد فلول النظام المخلوع في منطقة الساحل، مؤكدة تحقيق أهداف المرحلة الثانية من العملية.
كما أشارت الوزارة إلى أن الأجهزة الأمنية ستواصل عملها في المرحلة القادمة لتعزيز الاستقرار وضمان الأمن في المنطقة.