سوريا

شيخ عقل الدروز بالسويداء: الوضع الدرزي انعكس على لبنان

شيخ عقل الدروز بالسويداء: الوضع الدرزي انعكس على لبنان

أشار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء حمّود الحناوي، في مقابلة تلفزيونية إلى أن "أبناء الطائفة لا يطلبون الحماية من أحد"، مؤكدا قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم، وأن التاريخ يشهد على ذلك.

وردا على سؤال حول موقف الطائفة من عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقديم الحماية لأبناء الطائفة الدرزية في سوريا على خلفية أحداث الساحل، قال الحناوي إن "الموضوع ليس رفضا أو قبولا للحماية التي عرضها نتنياهو.. نحن لا نستجدي الحماية من أحد، ونستطيع الدفاع عن أنفسنا، ولنا تجارب قديمة في هذا الأمر، والتاريخ يشهد لنا على ذلك. الحماية لنا من الله سبحانه وتعالى.. أما للضرورة أحكام".

وذكر بأن "المواقف التاريخية للطائفة على الساحات السورية واللبنانية والفلسطينية تشهد لهم، وأنهم دافعوا عن قضايا الوطن وخدموا في الجيش السوري وقضايا عديدة أخرى، ونحن لنا شأن وطني خاص.. لا يحق لأي أحد توجيه أي اتهام لنا يمس بوطنيتنا وعروبتنا وإسلامنا.. والتاريخ يشهد بأعداد الشهداء التي قدمناها عبر التاريخ في سبيل الوطن، وعليهم مراجعة أنفسهم، وكل واحد وكل جهة تعرف ماضيها ومواقفها الوطنية".

وحول الأحداث الأخيرة في الساحل السوري وإعادة الحسابات بخصوص الحماية وتسليم السلاح كما يقول بعض مشايخ الطائفة، قال الحناوي: "التاريخ ذاكرة الشعوب.. إذا أردنا العودة إلى التاريخ عبر مئات السنين، فقد تعرضنا لحوادث كثيرة، والسلاح شرف الإنسان، والإنسان لا يحمل السلاح إلا للحماية والدفاع عن نفسه، ونحن لنا هذا الحق".

وأضاف: "بالنسبة للحوادث منذ عام 2011 وحتى الآن، إذا أردنا البحث عن السلاح في السويداء، ربما لا نجد إلا السلاح المرخص. أما بالنسبة للأحداث التي دارت مع أيام الثورة السورية، فالناس بدأت تشتري السلاح من جيبها الخاص للدفاع عن نفسها فقط.. السلاح بحاجة إلى الضبط والسيطرة.. ونحن لا نستجدي الحماية من أحد".

وعن أحداث الساحل، اوضح أن "هناك منظمات دولية بالنسبة لما جرى في الساحل، وهو يضر بالجميع وبأهلنا في الساحل ويضرنا أيضا في السويداء.. والحكومة بالذات والسلطة في دمشق هي المسؤولة عن الأمن وعن المواطن مهما اختلفت الهوية. وقد تعرضنا لمثل هذه الأمور منذ عام 2015، ووقفنا وقفة الأسد والسباع في وجهها، وخلال وقت بسيط وقياسي كان هناك أكثر من 50 ألف مقاتل في المنطقة الشرقية للمحافظة، وتم رد الاعتداءات عن أهلنا".

وحول وضع أهالي السويداء يدهم بيد الحكومة في دمشق، كما فعل الأكراد مؤخرا، أضاف: "نتواصل مع الرئيس أحمد الشرع، وبيني وبينه تواصل غير مباشر عبر محافظ السويداء مصطفى بكور.. والذي نقدر له جهوده. الشرع مواطن سوري، ويجب أن تعطى له الفرصة، وإذا عمل صالحا للوطن، فنحن مع العمل الصالح للوطن جميعا".

وتابع: "التعاون بيننا وبين الشرع يتوقف على التعاون بيننا وبينه وبين جميع السوريين. نحن لا نفكر فقط على مستوى السويداء أو مستوى الطائفة فقط. نحن نفكر بجميع السوريين. ما جرى في اللاذقية أدمى قلوبنا، وبنفس الوقت فإن الخطوة التي تمت بين الأهل السوريين من أكراد وبين السلطة في دمشق أدخلت السرور وطمأنت قلوبنا، ونتمنى أن يعم على جميع المحافظات السورية".

وأضاف: "الوضع الدرزي انعكس أيضا على لبنان.. نحن نحترم رأي الآخرين وأخوتنا في لبنان، ولكن نطلب وحدة الموقف والكلمة بيننا".

وحول الأخبار التي انتشرت عن تسريب مسودة اتفاق بين الدروز والشرع، علق الحناوي بأنه "سمعت عن الاتفاق دون تفاصيل، ولكن كل اتفاق لصالح الوطن ولصالحنا في السويداء وما يأتي معه الخير للجميع فأنا معه".

وأضاف: "لقد وجه لنا الشرع أكثر من دعوة، ولكن هناك ظروف. وبوصلتنا نحن مع دمشق، والسويداء فيها مرجعيات دينية ممثلة بشيوخ العقل الثلاث، ولهم مقام واحد، ويوجد مرجعيات تقليدية وشباب مثقفين ومتخصصين ويستطيعون إدارة دول، ويجب أن يعطوا الفرصة الكاملة ليقوم كل واحد بتخصصه".

وقال: "لا يوجد تباين في موقفي مع الشيخ حكمت الهجري.. كل له رأي وموقف، وهذا لا يفسد في الود قضية.. نستند إلى مصلحة طائفتنا.. مسؤوليتنا روحية ودينية، واضطررنا مؤخرا للدخول في الشؤون السياسية.. ونحن كمرجعية يلجأ البعض إلينا بغرض الاستشارة".

وحول المشاركة والتمثيل في الحكومة والدولة السورية، قال الحناوي: "هذا حق مكتسب لنا.. مثلنا مثل المحافظات الأخرى السورية.. التمثيل والمشاركة في الجيش والوزارات والحكومة لبناء سوريا والوطن".

وعن أوضاع السويداء، تابع الحناوي: "جميع المحافظات السورية فيها معابر إلا السويداء، ولا توجد لدينا حدود مع الأردن الشقيق، علما أن أهلنا وأسرنا بجنسيات مزدوجة يتواجدون على الجانبين، ومع ذلك لا يمكننا الوصول إليهم، وهذا من حقنا أمام السلطات السورية".

وفي سؤال عما قد يجعل الدروز يفكرون بالانفصال عن دمشق أو التقسيم، أجاب الحناوي: "هذا الكلام نحن آخر من يفكر فيه.. نحن أصلا لم نفكر بهذا الشيء. هناك احتلالات للأراضي السورية.. أين الجولان السوري؟.. نحن لا يمكن لنا أن نقبل بمثل هذه الأمور، لذلك فإن الحل الوحيد على المستوى الداخلي في سوريا وعلى مستوى الدول المجاورة هو السلام العادل.. كفانا حروبا واقتتالا.. لقد دمرنا بعضنا".

يقرأون الآن