إذا كانت دوافع تجربة الاكتشاف وحدها تمنح الممارسين الرياضيين والزوار الفرصة لارتياد مشروع المسار الرياضي في العاصمة الرياض، فإن الأمر مختلف بالنسبة للكثيرين الذين باتت تمنحهم زيارة المسار الرياضي أسلوب حياة صحيا.
فعلى نحو يثير الاهتمام بالمسار الرياضي، أصبح فهد العتيبي ذو الـ50 عاماً الذي كان لا يفضل الانخراط في الاهتمام بالرياضة، ممارسا شبه يومي، إذ أتاح له المسار عناصر جذب أكبر لارتياد المشروع بوجهاته الخمس الرئيسية.
يقول العتيبي: "نصائح طبيبي المتابع لتفادي إصابتي بالسكري جعلتني التزم بالرياضة". وأضاف: "المسار جابه الله - في إشارة إلى أهمية خيارات المشروع للمارسة الرياضة - إذ أصبحت أمارس المشي كجزء أساسي من حياتي اليومية".
معًا لبناء مستقبل أكثر استدامة🌍
— المسار الرياضي (@SportsBlvdSA) March 22, 2025
نشارك العالم في #ساعة_الأرض تأكيدًا على التزامنا ونشر الوعي حول أهمية المحافظة على البيئة.#المسار_الرياضي pic.twitter.com/ygnqAvaa0P
ويكمل في سياق تجربته اليومية: مع مرور الوقت، انعكست هذه العادة على صحته، إذ لاحظت تحسنًا كبيرًا في مستوى السكر في الدم، في الوقت الراهن، يستمتع فهد العتيبي بممارسة المشي بانتظام وهو الأمر الذي عبّر عنه، إذ يقطع أحيانًا أكثر من 17 كيلومترًا في اليوم في إحدى وجهات المسار الرياضي، ختم حديثه بالقول: "المسار الرياضي نقلة لا توصف".
كما هو حال فهد العتيبي، وجد محمد أبو سعد، أردني الجنسية نفسه في إحدى وجهات المسار الرياضي ليعيش تجربة مختلفة دفعته لممارسة ركوب الدراجة لأول مرة. يقول محمد: "للمرة الأولى حينما عرفت عن المشروع قررت الحضور إليه والمشاركة".
الأمان والراحة
الحال نفسه كذلك بالنسبة للشاب سلطان السهلي، إذ يصف فرصة ممارسة نشاط ركوب الدراجة الهوائية عبر أحد مسارات المشروع، بأنها منحته الأمان والراحة، إذ باتت توفر له ولزملائه الراغبين في ممارسة النشاط ذاته البيئة الآمنة.
يقول الشاب بعدما توقف لنيل قسط من الراحة: "أعتبر ركوب الدراجة بالنسبة لي مجرد نشاط غير منتظم، جرت العادة أن أمارسه في الحدائق والأماكن غير المخصصة، الأمر الذي يعد تحديًا من حيث السلامة والتنظيم، إذ لم يكن هناك أماكن مخصصة لممارسة الرياضة سابقًا، بيد أن الوقت الراهن يوفر المسار الرياضي الفرصة وباتت مهيأة أكثر من قبل".
خيار مفضل
كما يضيف: "في الوقت الراهن أصبح المسار الرياضي خياراً مفضلاً لممارسة التمرين يوميًا، إذ يعد تقريبًا في إطار بيئة آمنة، بعيدةً عن السيارات، مصممة خصيصًا لهواة الدراجات ورياضة المشي".
يشاركه الرأي ذاته، الشاب بندر عكاش، فللوهلة الأولى حينما سمع بافتتاح مراحل المشروع الخمسة، قرر ارتياده لغاية استكشاف تفاصيل وجهاته بصفته أحد المشاريع الكبرى الهادفة إلى جعل الرياض مدينة أكثر حيوية، مناسبة لأنماط الحياة الصحية، ضمن مستهدفات رؤية 2030.
يقول الشاب 32 عاماً: "لم تكن زيارتي الأولى إلى المسار الرياضي سوى تجربة استكشافية"، غير أنه عاد مجدداً إلى شبكة مسارات المشروع المخصصة للمشي برفقة أسرته حينما استهوته تجربة المسار في تعزيز ثقافة اللياقة البدنية في المجتمع".
5 وجهات
إلى ذلك، يتكوّن المسار الرياضي من خمس وجهات رئيسية، تشمل وادي حنيفة، ووجهة البرومينيد، والمقطع الممتد بين تقاطع طريق الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وطريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول، إضافةً إلى المسار الداخلي لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، والمرحلة الأولى من منتزه الرمال الرياضي، حتى الآن، نٌفذ 83 كيلومترًا من المسار، فيما تحققت نسبة إنجاز بلغت 40% من المشروع الكلي.
النشاط البدني
في المقابل، توضح رند بدوي، أخصائية تغذية، بأن النشاط البدني يؤدي دورًا مهمًا في تحسين الدورة الدموية، إذ يوسع الأوعية الدموية، مما يسهل تدفق الدم وتوزيع الأكسجين في جميع خلايا الجسم.
وأوضحت أن هذا التأثير ينعكس إيجابا على زيادة التركيز والنشاط الذهني، بالإضافة إلى تعزيز الأداء اليومي سواء في المنزل أو في العمل أو حتى أثناء الدراسة. كما لفتت إلى أن النشاط البدني يحفّز إفراز هرمونات السعادة، مثل السيترولين، التي تساعد في التخفيف من التوتر والضغوط النفسية، خاصة عند ممارسة المشي لفترات طويلة.
وحول تحديد معايير النشاط البدني الفعّال، أشارت بدوي إلى أن المقياس الأساسي هو ارتفاع معدل نبضات القلب عن المستوى الطبيعي بعد ممارسة الرياضة لمدة 30 إلى 45 دقيقة، سواءً عبر الجري، وركوب الدراجة الهوائية، أو المشي السريع.
وأكدت أن المشي البطيء لا يحقق نفس الفوائد المرجوة، موضحةً أن تأثير التمارين البدنية يعتمد على الحالة الصحية، الكتلة العضلية، والجنس، دون أن يكون هناك فرق جوهري في أهمية النشاط بين الفئات العمرية المختلفة.
يذكر أن تحسين الصحة العامة أحد أهداف رؤية السعودية 2030، حيث تسعى المملكة إلى رفع متوسط أعمار السكان من 74 إلى 80 عامًا، وذلك عبر تعزيز الأنشطة الرياضية، والحد من الأمراض المزمنة، فيما يوفر مشروع المسار الرياضي أكثر من 4.4 ملايين متر مربع من المساحات الخضراء المفتوحة، ونحو 50 موقعًا للرياضات المتنوعة، ومعالم فنية مميزة، إضافة إلى عددٍ من المواقع والمناطق الاستثمارية تبلغ مساحتها الإجمالية أكثر من 3 ملايين متر مربع تضم مواقع للفعاليات، وساحات للعروض، ومسارح وسينما في الهواء الطلق، إلى جانب مجموعة متكاملة من النشاطات الترفيهية والتجارية والمعالم والأعمال الفنية.
ويشجع المسار الرياضي السكان على اتباع أنماط صحية في التنقل، والتحفيز على ممارسة الرياضات المختلفة وبشكل خاص المشي وركوب الدراجات والخيول، في محيط زاخر بالأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية والترفيهية والبيئية، بما ينسجم مع أهداف وتوجهات “رؤية السعودية 2030”.