أشار البيت الأبيض، إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يدعم بالكامل استئناف إسرائيل للضربات الجوية والعمليات البرية في قطاع غزة"، محمّلاً حركة "حماس" مسؤولية تجدّد العنف.
ماذا لو أسقط هذا الكلام على الساحة اللبنانية: البيت الأبيض يدعم بالكامل استئناف اسرائيل الحرب على لبنان، بسبب تلكؤ الحكومة اللبنانية بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه "حزب الله"، وطالما أن الأخير لم يسلم سلاحه، وطالما أن انتشار الجيش في الجنوب ليس على القدر المطلوب، وتحقيقاً لمآرب أخرى؟!.
لا شيء يحول دون ذلك بطبيعة الحال، فالمنطقة تشهد عودة أميركية للحرب وإن بصيغة الضربات الجوية، يحدث ذلك في اليمن، وسيكون ذلك قريباً في إيران، إذا لم تبادر الأخيرة خلال فترة الشهرين إلى الإذعان والتوقيع على اتفاق نووي جديد مع واشنطن.
الهدف من وراء كل ذلك، جعل إسرائيل بمأمن من أي تهديد عسكري أو أمني، وتحقيقها للمزيد من المكاسب والتمدّد الجغرافي.
لذا فإن عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الحرب على غزة مجدداً، ليس بسبب تعثر ملف التفاوض مع "حماس" حول الأسرى، وإلا لكانت أنهته واشنطن بنفسها بعد أن بدأت مفاوضات مباشرة مع "حماس"، للمرة الأولى في تاريخها، إنما الهدف هو إنهاء "حماس"، ومنعها من لعب أي دور مستقبلي في فلسطين المحتلة، ليس بكونها قوة مقاومة بحد ذاتها، وإنما نظراً لكونها ذراعاً عسكرياً من أذرع ايران في المنطقة، وزمن الأذرع الإيرانية إلى أفول.
لبنانياً ليس الأمر ببعيد، الحرب على الأبواب مجدداً تحت ذرائع متعددة، منها ما هو مرتبط بتطبيق الاتفاق الذي وقّع بين إسرائيل والحكومة اللبنانية السابقة، ومنها ما هو متعلق بوضع صيغ تفاوضية جديدة يريدها ترامب.
ومن هنا جاء طلب الموفدة الأميركية، مورغان أورتاغوس، بضرورة إجراء مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل حول النقاط العالقة بين الطرفين، مفاوضات تتولاها لجنة مدنية غير عسكرية لتجنيب لبنان الحرب، تتولى البحث في ملفات الأسرى، والنقاط الخمس المحتلة بالاضافة الى الحدود البرية، وإلا فإن الحرب قادمة لا محالة، وإذا لم ينضوي لبنان في المسار الأميركي الجديد في المنطقة، سيكون مصير "حزب الله" فيه كمصير "حركة حماس"، وبطبيعة الحال لن يكون هناك أموال لإعادة الإعمار ولا من يحزنون.