دولي

كيف أصبح فلاديمير بوتين رئيسًا لروسيا لأول مرة؟

كيف أصبح فلاديمير بوتين رئيسًا لروسيا لأول مرة؟

في 26 آذار/ مارس 2000، انتخب الشعب الروسي فلاديمير بوتين رئيسًا لروسيا للمرة الأولى، ليبدأ فصلاً جديدًا في تاريخ البلاد.

وصل بوتين إلى هذا المنصب بسرعة غير متوقعة، بعد بضعة أشهر فقط من دخوله الساحة السياسية الكبرى. وتفوق على خصومه الكبار الذين كانوا قد تصدروا المشهد السياسي لعقد كامل.

منافسو بوتين في الانتخابات

بحلول عام 2000، كان بوتين قد أصبح أحد الأسماء الأبرز في الحياة السياسية الروسية. قدم نفسه في البداية كمرشح هادئ ومتزن، حيث لم يسقط في فخ التصريحات الشعبوية، بل ركز على العمل بدلاً من الظهور الإعلامي المبالغ فيه.

في تلك الفترة، كان هناك 33 مرشحًا قد تقدموا للانتخابات، لكن بعد جمع التوقيعات لم يتبق سوى 11 مرشحًا يتنافسون على منصب الرئاسة.

ومن بين هؤلاء كان زعماء الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف، والحزب الديمقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي، بالإضافة إلى غريغوري يافلينسكي عن حزب "يابلوكا"، وحاكمي سامارا وكيميروفو قنسطنطين تيتوف وأمان تولييف.

انطلاق الحملة الانتخابية

في بداية الحملة، كان بوتين يُعد أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في الساحة السياسية.

لكن مع مرور الوقت، بدأت فرصه في الترشح للرئاسة تتزايد بشكل ملحوظ.

في آب|/ أغسطس 1999، ظهرت استطلاعات الرأي التي أكدت أن بوتين سيكون من بين الأوفر حظًا للفوز في الانتخابات. ومع حلول نهاية 1999، أصبح بوتين المرشح الأبرز في الانتخابات، بل وأصبح يلتسين نفسه، الذي كان رئيسًا آنذاك، يدعمه علنًا.

التحديات والصعوبات

لكن بوتين لم يكن مجرد مرشح يسير على خطى أسلافه.

كان عليه أن يواجه العديد من التحديات الاقتصادية والسياسية.

روسيا في ذلك الوقت كانت تمر بأزمة اقتصادية خانقة، حيث كانت تعاني من أزمة ديون عميقة.

كانت البطالة مرتفعة جدًا، وكان التضخم يؤثر بشكل مباشر على مستوى المعيشة.

كما أن الحرب الشيشانية الثانية كانت تشكل عبئًا ثقيلًا على البلاد.

ورغم ذلك، تمكن بوتين من الحفاظ على هدوئه وحافظ على استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية.

استراتيجية الحملة الانتخابية

بوتين لم يتبع أساليب الحملات الانتخابية التقليدية.

فبدلاً من المشاركة في المناظرات التلفزيونية، التي كانت سمة مميزة للانتخابات، فضل التركيز على عمله الحكومي.

وقال حينها: "لا أريد الإدلاء بتصريحات شعبوية".

كما تجنب استراتيجيات الحملات المبالغ فيها، مفضلاً الحفاظ على صورة جدية وصارمة.

النتائج والنجاح في الجولة الأولى

في 26 آذار/ مارس 2000، بدأت نتائج الانتخابات تتوالى. وبعد ساعات من الفرز، أصبح واضحًا أن بوتين سيحقق فوزًا حاسمًا في الجولة الأولى.

في الساعة 01:45 من صباح 27 آذار/ مارس بتوقيت موسكو، تخطى بوتين حاجز الخمسين بالمئة من الأصوات.

وفي النهاية، حصل على 52.9% من الأصوات، بينما جاء غينادي زيوغانوف في المركز الثاني بنسبة 29.5%، يليه غريغوري يافلينسكي في المركز الثالث.

تأثير الفوز

يُعتبر فوز بوتين في انتخابات 2000 نقطة تحول فارقة في تاريخ روسيا المعاصر.

فقد نجح بوتين في فرض نفسه كقائد قوي قادر على قيادة البلاد في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتي، وبفضل قدراته السياسية وحكمته في التعامل مع الأزمات، أصبح شخصية محورية في السياسة الروسية.

منذ ذلك الحين، لم يتخلَ بوتين عن منصبه، بل ظل رئيسًا لروسيا حتى يومنا هذا، حيث أصبح أحد أقوى القادة في العالم.

يقرأون الآن