طوابير من نوع آخر... زحمة وناس "فوق بعضها". هكذا يبدو المشهد في كافة دول العالم كلّ عام في الـBlack Friday. للبنان حصّة أيضاً، فالطوابير والزحمة التي كنّا نشهدها تشهد على ذلك، إلا أنّها تراجعت مع الانهيار في الفترة الأخيرة. وبات الشراء يقتصر على الضروريّات.
المشهد هذا العام اختلف، محال فرُغت من البضائع، وأخرى باعت بالملايين... والزحمة عادت. دليلٌ إيجابي؟! اللبناني عاد إلى الحياة؟!
"الـBlack Friday هذا العام كان أفضل بحوالى 25 إلى 27 في المئة من العام السابق، وهذا أمر مرضٍ" يقول رئيس جمعيّة تجار بيروت نقولا شمّاس لموقع mtv، مضيفاً: "عوامل عدّة أدّت إلى ذلك. ففي أيام البحبوحة عندما دخلت فكرة الـBlack Friday إلى لبنان كان الهدف هو العمل على تصفية المخزون الإضافي الموجود. وفي لبنان تسمح وزراة الاقتصاد للتجار في فترات معينة بالقيام بتنزيلات وتصفيات لتسييل المخزون. هذا كان في السابق، أمّا اليوم وبعد الأزمة بات التجار يستثمرون أيّ فرصة تجارية أو مناسبة ليس فقط لتصفية المخزون إنّما للبيع لأنّ المبيعات تراجعت كثيراً. والـBlack Friday لم يعد يقتصر عندنا على يوم، بل أصبح Black week وBlack month. هذا بالإضافة إلى أنّه بات هناك عدد كبير من التجار الذين يشاركون وصار هناك وعي لدى المستهلك لإمكانية الاستفادة من الجمعة السوداء".
للدولار الجمركي تأثير أيضاً، إذ عمد البعض لشراء الكثير من الحاجيات على قاعدة "بدنا نلحّق حالنا". فهل كان له تأثير فعلاً؟
يُجيب شمّاس: "موضوع رفع الدولار الجمركي أثّر إيجاباً على المبيعات خلال هذه الفترة وهو ما سرّع عملية الشراء"، شارحاً "نحن على أبواب تطبيق الدولار الجمركي الجديد وهناك إدراك كامل من قبل المستهلك اللبناني بأن يقتنص هذه الفرصة قبل رفع الأسعار. يبقى أن نتأكّد من ألا تؤدي المبيعات خلال الـBlack Friday إلى القضاء على موسم البيع خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، لأنّ هذه الفترة مهمّة جدًّا بالنسبة إلينا، وألا يكون المستهلك عمد للشراء خلال هذه الفترة فقط من أجل الاستفادة قبل بدء تطبيق الـ15 ألفاً، وأن نخسر ذلك في فترات أخرى".
كلّ هذه العوامل أدّت لأن يكون الـBlack Friday هذا العام أفضل بكثير من العام السابق خصوصاً وأن حينها كانت لا تزال انعكاسات كورونا موجودة وكذلك تداعيات انفجار المرفأ على البنى التحتية التجارية في عدّة مناطق، وفق الأخير.
لارا أبي رافع - موقع mtv