دولي

‏"أوراق كييف تتساقط".. كورسك روسية مئة بالمئة!‏

‏

أعلنت موسكو الثلاثاء، استعادة السيطرة على إحدى آخر البلدات التي كانت تسيطر عليها قوات أوكرانية في منطقة كورسك الحدودية الروسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي: «حرّرت وحدات من مجموعة قوات الشمال بلدة غويفو في منطقة كورسك خلال العمليات الهجومية».

ونتيجة لذلك، لم يعد الجيش الأوكراني يسيطر إلا على قريتين حدوديتين في هذه المنطقة وفق خرائط نشرها محللون عسكريون.

في صيف عام 2024، شن الجيش الأوكراني هجوماً في منطقة كورسك، ففاجأ القوات الروسية واحتل أكثر من ألف كيلومتر مربع.

وقد تمكنت القوات الروسية من استعادة مساحات كبيرة من المنطقة خلال مارس، ولا سيما بلدة سودجا التي كان الأوكرانيون يعتمدونها قاعدة رئيسية لعملياتهم في المنطقة.

وبحسب مدونة «ديب ستيت» العسكرية المقربة من الجيش الأوكراني، فإن الأخير كان يسيطر على 58 كيلومتراً مربعاً فقط في منطقة كورسك قبل أن تعلن موسكو استعادة غويفو.

وصارت القوات الروسية تشكل تهديداً على منطقة سومي الأوكرانية التي تقع مقابل منطقة كورسك وقد قامت بالفعل بتوغلات فيها خلال الأسابيع الأخيرة.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، للمرة الأولى عن وجود قواته في منطقة بيلغورود الروسية المحاذية لكورسك.

وكانت القوات المسلحة الروسية قد أعلنت أنها واجهت هجمات برية أوكرانية في مارس/آذار في المنطقة التي شهدت عمليات توغل متعددة وتفجيرات دامية على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وبحسب «ديب ستيت»، يسيطر الجنود الأوكرانيون على منطقة صغيرة تبلغ مساحتها 13 كيلومتراً مربعاً في بيلغورود.

كيف ستتأثر كييف؟

أمَّلت أوكرانيا أن تُبطئ العملية في روسيا تقدم روسيا في شرق أوكرانيا بإجبارها على تحويل قواتها للدفاع عن المدينة، على الرغم من أن هذا لم يحدث، وتسارعت مكاسب روسيا في الشرق.

وبخسارة كورسك تُخاطر أوكرانيا بفقدان جميع مكاسبها الأولية من عملية كورسك، من حيث الأرض والمعنويات والقدرة التفاوضية، كما قد تُعاني خسائر فادحة إذا حوصر جنودها أو أُجبروا على الانسحاب تحت نيران كثيفة.

وستُفاقم الهزيمة في كورسك الضغوط على زيلينسكي بعد سلسلة من الضربات الموجعة التي تلقاها في الأسابيع القليلة الماضية، بما في ذلك لقائه الكارثي في ​​البيت الأبيض مع ترامب في 28 فبراير وستُضعف موقفه في مفاوضات السلام المحتملة.

كيف استعاد الروس مدينتهم؟

العوامل الحاسمة التي أدت إلى إنهاء معركة كورسك، تمثلت في قصف القوات الروسية لخطوط الإمداد الأوكرانية، كما بدأت في قطع طرق الهروب، كما يرى مراقبون غربيون أن القوات الكورية الشمالية تحسنت قدراتها في المعارك بعد فترة، إضافة إلى ذلك وفي لحظة حاسمة، تم تعليق الدعم الأمريكي لأوكرانيا، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية.

ورغم إرسال أوكرانيا بعضاً من أكثر ألويتها خبرةً إلى كورسك، فإن عدة أشهر من الهجمات المتواصلة التي شنتها القوات الروسية وآلاف الجنود الذين يقاتلون ألحقوا خسائر متزايدة بالقوات الأوكرانية وقال قائد فصيل أوكراني: «نفذ العديد منهم مناورات تكتيكية ذكية للغاية».

ومنذ قرابة شهرين، كانت القوات الروسية قد تقدمت إلى مسافة خمسة أميال من طرق الإمداد الرئيسية لأوكرانيا، حيث منطقة سودزا، ما سمح لها باستهداف الطرق بأسراب من الطائرات المسيرة، العديد منها يعمل بكابلات ألياف بصرية فائقة الدقة، وبالتالي كانت محصنة ضد التشويش، حيث تم استخدام هذه المسيرات لنصب كمائن قاتلة.

ويقول أحد الجنود الأوكرانيين وهو مقاتل في قوات العمليات الخاصة: «كانت طائراتهم المسيرة تهبط بالقرب من طرق الإمداد الرئيسية وتنتظر مرور هدف»، فيما أضاف جنود أوكرانيون أنها كانت أيضاً تضرب متفجرات مزروعة مسبقاً لتدمير الجسور في كورسك، في محاولة لتصعيب انسحاب القوات الأوكرانية.

كما هاجمت الطائرات الحربية الروسية الجسور، وفي إحدى الحالات أسقطت قنبلة موجهة تزن 6000 رطل لقطع أحد «شرايين الإمداد الرئيسية» وفقاً لجنود أوكرانيين ومحللين عسكريين، وأكد أرتيم وهو قائد لواء أوكراني رفيع المستوى، أن تدمير هذه الجسور كان أحد أهم الأسباب التي دفعت قواته إلى التخلي عن مواقعها فجأةً في الأسابيع الأخيرة.

يقرأون الآن