مع دخول الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع عامها الثالث، اليوم الثلاثاء، أكد والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة، أن 98% من العاصمة بات خاليا من الدعم السريع.
كما أوضح في تصريحات للعربية/ الحدث أن هناك بعض الجيوب المتبقية في قبضة ما وصفها بـ "المليشيات".
ورأى أن "استهداف الدعم السريع للمنشآت الخدمية يهدف في الأساس للتضييق على المواطنيين"، مؤكدا في الوقت عينه العمل على حل الأزمات التي تسبب فيها استهداف مرافق الكهرباء والمياه خلال الفترة الماضية .
إلى ذلك، أشار إلى أن معدلات العودة إلى الخرطوم التي كان يسكنها قبل الحرب حوالي 15 مليون نسمة تقريباً، في ارتفاع.
وأوضح أن عمليات العودة الكبيرة تظهر من خلال الكثافة المرورية في الشوارع وتنامي الحركة التجارية، داعياً بقية سكان الخرطوم للعودة إلى منازلهم .
كذلك أشار إلى اتخاذهم جملة من التدابير الأمنية التي حسنت من الوضع الأمني، وعودة للمؤسسات والوزارات تدريجيا إلى مقارها بالخرطوم لممارسة مهامها.
جوع في "عاصمة السلاطين"
وفي قلب دارفور، تقبع مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تحت وطأة الحصار، لتتحول من مركز حضاري وسياسي عريق إلى مدينة منكوبة تتآكلها المجاعة والمرض.
فالمدينة التي كانت يوماً عاصمة سلطنة، تعيش اليوم على شفا الانهيار، وسط تقارير أممية تشير لانهيار شبه كامل للنظام الصحي، ونزوح جماعي وجوع. إذ أكدت المتحدّثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامدساني أمس مقتل 148 شخصا في الفاشر، مضيفة أن هذا العدد أقل بكثير من الواقع.
كما لفتت إلى أن "مصادر موثوقة أفادت بمقتل أكثر من 400 شخص".
فقد باتت الفاشر معزولة في ظل غياب الممرات الإنسانية الآمنة، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة أكثر من مليون ونصف المليون نسمة.
وفي السياق، وصف المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان محمد إبراهيم نكروما، في تصريح "للعربية.نت"/الحدث.نت، الوضع الإنساني في الفاشر ومحيطها بـ"الكارثي". وأشار إلى أن المدينة تخضع لحصار خانق منذ أكثر من عام، تتخلله عمليات قصف شبه يومية، ما أدى إلى دمار واسع النطاق، وخروج عدد كبير من المستشفيات عن الخدمة، فضلاً عن إخلاء مراكز الإيواء.
كما أوضح أن المعاركت أجبرت سكان الأحياء الشرقية من المدينة على النزوح نحو المناطق الغربية والجنوبية، لاسيما باتجاه معسكري زمزم وأبوشوك، وهما من أقدم معسكرات النزوح في دارفور، حيث أُنشئا في العام 2003.