حين نتفحّص الجذور العميقة للعلاقات المتينة بين الأمم والحضارات والتي أسهمت في تحقيق فكرة التعارف بين الشعوب، نجد أن العلاقات الاقتصادية هي العامل الأكبر في تجسير العلاقات الحسنة بين الشعوب، وأن هدير الحروب مهما كان عالياً لا يلبث أن يتوارى أمام التدفّق الكبير للمصالح الإنسانية بحيث يمكن القول إن سياسة الانفتاح والتعاون هي الأقوى في صياغة العلاقات بين الأمم والحضارات، فعلى الرغم من الصراع القديم العنيف أحياناً بين الشرق والغرب إلا أن العلاقات الاقتصادية والثقافية ظلّت هي الأعلى صوتاً، والأقرب إلى الفطرة الإنسانية التي فُطرت على حُبّ الحياة الهادئة والرغبة الصادقة في العيش بأمان وسلام.
قبل أربعة وخمسين عاماً طلع نجم دولة الإمارات العربية المتحدة في سماء الإنسانية، ومنذ لحظات التأسيس الأولى اختارت هذه الدولة الرشيدة سياسة الانفتاح والتعاون مع جميع دول العالم خطّاً ثابتاً لا يتغيّر بحسب تغيّر الظروف، وكان للباني المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الدور الأكبر في ترسيخ هذه الرؤية الشاملة بحيث تغطّي جميع مسارات النهضة وما تقتضيه من العلاقات، فنهضت دولة الإمارات ضمن رؤية حضارية تعتمد العلاقات الحسنة مع جميع دول العالم، وتعوّل على الاقتصاد الحر، وتستثمر علاقاتها في سبيل ترسيخ مكانتها الدولية على جميع الأصعدة ولا سيّما على الصعيد الاقتصادي باعتباره العامل الحضاري الأهم في سياق العالم الحديث، وأنجزت نهضتها التنموية الفريدة من خلال هذه الرؤية التي لا تزداد إلا رسوخاً وثباتاً وتقدُّماً على مرّ السنين والأيام.
وتنويهاً بهذه المنجزات الحضارية الكبرى لدولة الإمارات نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تغريدة ثمينة على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي أشاد فيها بالتطور الاقتصادي الكبير الذي تشهده الإمارات، والمكانة الكبيرة التي تحتلها في سُلّم التقدم الاقتصادي في عالم يشهد كثيراً من معالم التعثّر والركود، مؤكداً بذلك سلامة الرؤية الأولى التي تم تدشينها منذ نشأة الدولة، ومستشرفاً الآفاق المبشرة بكل خير لهذا الوطن الطيب المعطاء.
«في عالم يشهد تحديات اقتصادية وتجارية كُبرى، اختارت الإمارات منذ البداية نهج الانفتاح، وبناء الجسور، وحرية حركة التجارة وحركة الأموال وحركة الناس، لتصبح اليوم جسراً بين الشرق والغرب، ومركزاً اقتصادياً عالمياً»، بهذه الكلمات المكثفة يلخّص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جوهر التفكير الاقتصادي للإمارات التي اختارت نهج الانفتاح الاقتصادي الذي يقوم على سياسة تهدف إلى توسيع مسارات الاقتصاد من خلال التبادل التجاري وفتح مجالات الاستثمار وتخفيض الرسوم الجمركية وإزالة الحواجز التجارية فضلاً عن توفير الحماية القانونية للمستثمرين الأجانب، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، من أجل تعزيز النمو الاقتصادي، وتعزيز النافذة التكنولوجية وتوفير فرص العمل، ورفع سقف المنافسة ولكن مع مراعاة ركائز الاقتصاد الوطني بحيث يظلّ متماسكاً أمام التدفّق الاقتصادي العالمي، وهو ما سارت عليه هذه الدولة التي تتمتع بخبرات اقتصادية متقدمة حجزت لها مكانة متقدمة في سُلّم الاقتصاد العالمي، فأبدعت في بناء الجسور وترسيخ العلاقات الاقتصادية، وفتحت حرية الحركة أمام رأس المال وأمام الناس المستثمرين من جميع دول العالم لتصبح عن جدارة واستحقاق جسراً بين الشرق والغرب يحقق من المكاسب الاقتصادية والمكانة العالمية ما يجعل من الإمارات دولة كبيرة الأهمية في حركة التجارة العالمية.
وتعزيزاً لهذا الدور الريادي الكبير لدولة الإمارات على المستوى الاقتصادي العالمي، وتنويهاً بما كتبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تغريدة كبيرة القدر والأهمية أشاد فيها بالدور الكبير الذي يضطلع به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وفرق العمل التي تعمل معه وتحت إشرافه في النهضة الاقتصادية الكبرى التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة مؤكداً على سداد النظرة للوالد المؤسس، طيّب الله ثراه، حيث أراد لهذه الدولة أن تكون رياديّة في جميع مسارات التنمية والإنجاز.
«ما قصّرتوا أخي بو راشد، برؤيتكم وجهود فرق العمل الإماراتية المثابرة والمخلصة والمؤهلة تثبتون للعالم كل يوم أن الإمارات دولة استثنائية مثلما أرادها الوالد المؤسس، طيّب الله ثراه»، بهذه الكلمات المشتملة على كل معاني الأخوّة والتقدير يفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذه التغريدة الجليلة، حيث يشيد بالجهود الكبرى التي بذلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في النهضة الشاملة لدولة الإمارات ومعه هؤلاء الجنود البواسل من أبناء الوطن وبناته ممّن اختارهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لتنفيذ رؤاه الاقتصادية والتنموية الشاملة التي عادت على الوطن بكلّ خير وبأعظم المكتسبات التي جعلت من هذه الدولة نموذجاً يُحتذى ويُرمق بعين الإعجاب والاحترام من جميع الأمم والشعوب لتكون الإمارات وبحسب عبارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الدولة الاستثنائية التي أرادها المؤسس الباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ذلكم القائد الفذّ والمخطّط المُلهم الذي كان ينظر بعين بصيرته إلى المستقبل المشرق الذي ينتظر هذا الوطن وأبناءه الطيبين الأخيار.
«شكراً لكم ولكل المتفانين معكم من أبنائنا وبناتنا من أجل رفعة الإمارات وتقدّمها»، وبأخلاق القائد الكبير يتقدم قائد الوطن بالشكر الصادق لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولجميع المتفانين في حُبّ هذا الوطن، الساعين في سبيل مجده ورفعة شأنه من أبنائه وبناته الذين صقلتهم الخبرات والتجارب، وأصبحوا نماذج قيادية ملهمة تسعى بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة في سبيل رفع شأن الإمارات وترسيخ مكانتها العالية بين الأمم والشعوب المتحضّرة.
البيان