تحوّلت سماء شيكاغو خلال ساعات قليلة إلى ما يشبه الغموض البيئي الكثيف، بعد أن رصدت خرائط جودة الهواء سحابة تلوث ضخمة تغطي المدينة، دفعت بمؤشر جودة الهواء (AQI) إلى تسجيل الحد الأقصى: 500، وهو تصنيف يُعادل أخطر مستويات التلوث الممكنة، وعادةً ما يُسجل في حالات بيئية قصوى كحرائق الغابات أو الانفجارات البركانية.
وفي مشهد غير معتاد، بدأت أجهزة الهواتف الذكية من طرازي آيفون وأندرويد بإرسال تنبيهات فورية تحذر السكان من الخروج بسبب الخطر "الصحي الوشيك"، ما أثار الهلع لدى المواطنين. وبينما سارع بعضهم إلى توثيق التحذيرات، أشار آخرون إلى أن أجهزتهم الخاصة بمراقبة الهواء لم تُظهر أي مؤشر خطر، ما زاد من حيرة السكان وتضارب المعلومات.
مؤشرات مقلقة من الغلاف الجوي
وصلت مستويات الجسيمات الدقيقة PM10 إلى نحو 669 ميكروغرامًا/م³، فيما سجل تركيز أول أكسيد الكربون 318 جزءًا بالبليون، ما صنّف الأجواء ضمن فئة "الخطير جدًا". لكن المفارقة أن منصات أخرى مثل IQAir وAccuWeather وصفت جودة الهواء بـ"الجيدة"، ما أثار تساؤلات حول موثوقية مصادر البيانات المختلفة.
تحتل شيكاغو حاليًا المرتبة 15 وطنيًا من حيث تلوث الهواء، بعد أن سجلت في مقاطعة كوك 52 يومًا "برتقاليًا" و6 أيام "حمراء" بين عامي 2021 و2023، وهي مستويات تُعد خطرة على شرائح واسعة من السكان، خاصةً المرضى وكبار السن.
وسط تضارب في البيانات والتحذيرات المقلقة، يقف سكان شيكاغو أمام خيار حرج: هل يستندون إلى ما تقوله التطبيقات الذكية أم إلى ما يشعرون به في صدورهم؟ وبين الحقيقة العلمية والتجربة اليومية، تبقى المدينة محاصرة بسحابة دخانية من الشك والتساؤل.