أعلن الفاتيكان، اليوم السبت، أنّ مراسم دفن البابا فرنسيس أُقيمت في كنيسة سانتا ماريا ماجوري في العاصمة الإيطالية روما، ليُصبح أول بابا يُدفن خارج أسوار الفاتيكان منذ أكثر من قرن، في خطوة لافتة تُعد سابقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الحديث.
وبحسب بيان الفاتيكان، بدأت مراسم الدفن في تمام الساعة الواحدة ظهرًا بالتوقيت المحلي (السابعة صباحًا بتوقيت واشنطن)، حيث ترأسها الكاردينال كيفن فاريل، "الكاميرلينغو" المكلّف بترتيبات الجنازة وفق ما تقتضيه التقاليد الكنسية، كما سيتولى لاحقًا تنظيم الاجتماع السري لمجمع الكرادلة لاختيار البابا الجديد.
وقد اختُتمت المراسم الجنائزية عند الساعة الواحدة والنصف، وسط مشاركة رسمية وشعبية واسعة، اتسمت بالرهبة والوقار، ووسط حضور مئات المؤمنين الذين تجمّعوا في محيط الكنيسة، حاملين صورًا للبابا الراحل وشموعًا ولافتات وداعية.
اللافت في مراسم الدفن أن البابا فرنسيس، الذي لطالما عبّر عن تواضعه ورغبته في البقاء قريبًا من الناس، أوصى في وصيته بأن يُكتب على شاهد قبره اسمٌ واحد فقط: "فرانسيسكوس"، بدون ألقاب أو أوسمة كنسية. وتعبّر هذه الوصية عن نهجه المتواضع الذي ميّز حبريته منذ تولّيه السدّة البابوية في مارس 2013، حيث كان أول بابا من خارج أوروبا منذ 1200 عام، وأول بابا من أمريكا اللاتينية.
ومن المعروف أن البابا فرنسيس خصّ كنيسة سانتا ماريا ماجوري باهتمام خاص خلال فترة حبريته، حيث دأب على زيارتها قبل وبعد كل رحلة رسولية خارجية، كما كان يصلي فيها باستمرار أمام أيقونة "سالوس بوبولي روماني"، رمز العذراء مريم شفيعة الشعب الروماني.
وبهذا الدفن، يكون البابا الراحل قد أرسى نهجًا مختلفًا حتى في موته، كما في حياته، منفتحًا على البُعد الرمزي والإيماني المرتبط بتواضع الراعي ووداعته.