موضوع سلاح "حزب الله" مطروح بقوة على بساط البحث، خصوصا بعد تأكيد رئيس الجمهورية جوزاف عون أن القرار بنزع السلاح قد اتخذ.
ثمة عوامل تفرمل العملية ومنها الإعتداءات الإسرائيلية في الداخل اللبناني، وما برز قبل أيام من خلال قصف إسرائيل لمنطقة الحدث في ضاحية بيروت الجنوبية أنّه جاء كفعل وليس ردة فعل.
لجأت إسرائيل إلى أسلوب "التدريج" وهو التكتيك نفسه الذي اتّبعته في الاغتيالات العام الماضي وصولاً إلى اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين.
بعد المرة الأولى التي أطلقت فيها صواريخ نحو مستوطنة المطلّة في آذار الماضي، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وأطلق معادلة "بيروت مقابل المطلّة". لكنّ إسرائيل والجهات الرسمية في لبنان أكّدت أنّ الاتصالات أدّت لتحييد قصف الضاحية يومذاك.
بعد إطلاق الصواريخ من قعقية الجسر نحو كريات شمونة أصدرت إسرائيل تحذيراً لمبنى في منطقة الحدث (الجاموس) وقصفت مبنى زعمت أنّ فيه محتويات تتعلق بتصنيع الطائرات المسيّرة. لكنّ مصادر مطلعة قالت ل"وردنا" إنّ المبنى المستهدف يومها كان يضمّ خزنات أموال كان حزب الله قد استقدمها.
بعد أن ثبتت إسرائيل مسألة قصف الضاحية، عادت واستهدفتها الأحد لكن من دون أن يكون ذلك ردة فعل على إطلاق صواريخ. وفجأة حذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي سكان الحدث بإخلاء محيط "هنغار" يستعمل لإحياء مجالس العزاء والأنشطة الاجتماعية وقال بعد الغارة إن الجيش استهدف مخزن صواريخ تابع للحزب.
تقول مصادر "وردنا" إنّ ما استهدف كان مخزناً يضم صاروخاً دقيقاً بعيد المدى خُزن تحت الأرض، ولم ينفجر بالاستهداف، ثمّ عاد الجيش اللبناني وفجّره فجر الاثنين.
هذا التدرّج بالاستهداف وتثبيت معادلة قصف الضاحية تحت بند "حرية الحركة" يضع العاصمة بيروت في مهبّ الاستهداف المحتمل وذلك لتطبيق نفس القاعدة وزيادة الضغط على حزب الله والدولة اللبنانية لتفكيك السلاح في شمال نهر الليطاني.
إذ لم تعد إسرائيل بعيدة عن استهداف العاصمة خصوصاً أنها لا تلقى ممانعة أميركية لأي استهداف يطال أي منشأة تابعة لحزب الله.
كذلك لم يعد هناك أي رادع سياسي أو عسكري يكسر التوازن ليمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من ذلك، خاصّة وأن وضع حزب الله لم يعد كما كان من كل النواحي. وما زاد طينة الحزب بلة سقوط النّظام السوري السابق ووصول قيادة معارضة للحزب في دمشق.
خاص- وردنا